للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من أقوال الشعبي رحمه الله]

من أقواله رحمه الله: قال أبو الحسن المدائني في كتاب الحكمة: قيل للشعبي: من أين لك كل هذا العلم؟ قال: بنفي الاغتمام، والسير في البلاد، وصبر كصبر الحمام، وبكور كبكور الغراب.

وعن ابن شبرمة عن الشعبي قال: إنما سمي هوى؛ لأنه يهوي بأصحابه.

وعن أبي الجابية الفراء قال: قال الشعبي: إنا لسنا بالفقهاء، ولكنا سمعنا الحديث فروينا، ولكن الفقيه من إذا علم عمل.

وعن مالك بن مغول قال: قيل للشعبي: أيها العالِم، فقال: العالِم من يخاف الله.

وعن أبي إسحاق عن الشعبي قال: ما ترك أحد في الدنيا شيئاً لله إلا أعطاه الله في الآخرة ما هو خير له.

وعن مجالد عن الشعبي قال: تعايش الناس بالدين زمناً طويلاً حتى ذهب الدين، ثم تعايش الناس بالمروءة زمناً طويلاً حتى ذهبت المروءة، ثم تعايش الناس بالحياء زمناً طويلاً حتى ذهب الحياء، ثم تعايش الناس بالرغبة والرهبة، وأظن أنه سيأتي بعد هذا ما هو أشد منه.

وعن ابن عياش عن الشعبي قال: كانت العرب تقول: إذا كانت محاسن الرجل تغلب مساويه فذلكم الرجل الكامل، وإذا كانا متقاربين فذلكم المتماسك، وإذا كانت المساوئ أكثر من المحاسن فذلكم المتهتك.

وعن مجالد عن الشعبي قال: شهدت شريحاً وجاءته امرأة تخاصم رجلاً فأرسلت عينها تبكي، فقلت: يا أبا أمية ما أظنها إلا مظلومة، فقال: يا شعبي إن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون.

أي: البكاء ليس دليلاً على الصدق.

قال عيسى بن أبي عيسى الخياط عن الشعبي: إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك -يعني: العبادة-، فإن كان ناسكاً ولم يكن عاقلاً قال: هذا أمر لا يناله إلا العقلاء فلم يطلبه، وإن كان عاقلاً ولم يكن ناسكاً قال: هذا أمر لا يناله إلا النساك فلم يطلبه، قال الشعبي: ولقد رهبت أن يكون من يطلبه اليوم من ليست فيه واحدة منهما لا عقل ولا نسك.

وعن محمد بن بشر أو بشير قال: قال الشعبي: اتقوا الفاجر من العلماء، والجاهل من المتعبدين؛ فإنهما آفة كل مفتون.

وعن داود بن أبي هند عن الشعبي قال: الرجال ثلاثة: رجل، ونصف رجل، ولا شيء، فأما الرجل التام هو الذي له رأي وهو يستشير، وأما نصف الرجل فالذي ليس له رأي وهو يستشير، وأما الذي لا شيء فالذي ليس له رأي ولا يستشير.

وعن مجالد عن الشعبي قال: العلم أكثر من أن يُحصى فخذ من كل شيء أحسنه.

وقال أيضاً عنه: ليس حسن الجوار أن تكف أذاك عن الجار، ولكن حسن الجوار أن تصبر على أذى الجار.

كما في حديث (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها).

<<  <  ج: ص:  >  >>