عن أيوب قال: قال محمد: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذوا دينكم.
أي: أن العلم الشرعي لا يؤخذ عن أهل البدع ولا عن أهل المعاصي، كما يقول بعضهم: خذوا قرآني ولا تأخذوا دخاني فمثل هذا لا يؤخذ منه قرآن ولا دخان، وإنما يؤخذ العلم والدين من أهل الدين والورع، ومن اشتهر بالصيانة والديانة.
وعن ابن عون قال: جاء ناس إلى محمد فقالوا: إنا قد نلنا منك فاجعلنا في حل، فقال: لا أحل لكم شيئاً حرمه الله عليكم.
وعن هشام عن محمد قال: كانوا يقولون: المسلم المسلم عند الدراهم.
يعني: عند المعاملة بالدينار والدرهم.
وعن هشام عن محمد بن سيرين قال: كان مما يقال للرجل إذا أراد أن يسافر في التجارة: اتق الله تعالى واطلب ما قدر لك في الحلال؛ فإنك إن تطلبه من غير ذلك لم تصب أكثر مما قدر لك.
فالإنسان يطلب الرزق الحلال، وهو مقدر له رزق محدد، فلو ناله من الحرام فهو رزقه الذي يأتيه، لا يأتيه أكثر مما قدر له، فهو إذا اتقى الله عز وجل في الرزق فليس معنى ذلك أنه سوف يكون مقدراً عليه في الرزق ويأتيه الرزق قليلاً، فبالعكس فالتقوى تكون سبباً في البركة في الرزق:(وإن الرزق ليطلب ابن آدم كما يطلبه أجله، ولو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت).
وعن حبيب عن ابن سيرين قال: إذا أردا الله بعبد خيراً جعل له واعظاً من قلبه يأمره وينهاه.
وعن قرة بن خالد عن ابن سيرين أنه كان يقول: إنك إن كلفتني ما لم أطق ساءك ما سرك مني من خلق.
فالإنسان يطلب ما يطاق.
وعن ابن عون قال: سمعت محمد بن سيرين يقول: ثلاثة ليس معها غربة: حسن الأدب، وكف الأذى، ومجانبة الريب.