حفظه ونباهة خاطره وسعة علمه: عن ابن شبرمة قال: سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني أحد قط إلا حفظته، ولا أحببت أن يعيده علي.
وعنه عن الشعبي قال: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلاً يحدث بحديث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالماً.
وعن وادع الراسبي عن الشعبي قال: ما أروي شيئاً أقل من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهراً لا أعيد.
وعن أبي مجلز قال: ما رأيت فقيهاً أفقه من الشعبي.
وقال مكحول: ما رأيت أعلم بسنة ماضية من الشعبي.
وقال داود بن أبي هند: ما جالست أحداً أعلم من الشعبي.
وعن عبد الملك بن عمير قال: مر ابن عمر بـ الشعبي وهو يقرأ المغازي، فقال: كأنه كان شاهداً معنا، ولهو أحفظ لها مني وأعلم.
وقال عاصم الأحول: ما رأيت أحداً أعلم من الشعبي.
فهذه قمم شامخة في سماء المجد، وأئمة في العلم يجهلها أكثر الناس، ومن فوائد دراسة هذه التراجم أن نتعرف على هؤلاء الأعلام حتى نتقرب إلى الله عز وجل بحبهم.