عن عبد الواحد بن ميمون مولى عروة بن الزبير قال: قال رجل لـ ابن سيرين: رأيت طائراً آخذاً أحسن حصاة في المسجد، فقال ابن سيرين: إن صدقت رؤياك مات الحسن.
قال: فلم يلبث إلا قليلاً حتى مات.
وعن يونس قال: لما حضرت الحسن الوفاة جعل يسترجع، فقام إليه ابنه فقال: يا أبت! قد غممتنا، فهل رأيت شيئاً؟ قال: هي نفس لم أصب بمثلها.
قال هشام بن حسان: كنا عند محمد بن سيرين عشية يوم الخميس، فدخل عليه رجل بعد العصر، فقال: مات الحسن، فترحم عليه محمد وتغير لونه، وأمسك عن الكلام، فما تكلم حتى غربت الشمس، وأمسك القوم عنه مما رأوا من وجده عليه.
قال الذهبي: وما عاش محمد بن سيرين بعد الحسن إلا مائة يوم.
وقال عبد الله بن الحسن: إن أباه عاش نحواً من ثمان وثمانين سنة.
قال الذهبي: مات في أول رجب أي: سنة عشر ومائة، وكانت جنازته مشهودة، وصلوا عليه عقب الجمعة بالبصرة، فشيعه الخلق وازدحموا عليه، حتى إن صلاة العصر لم تقم في الجامع.
وروي أنه أغمي عليه ثم أفاق إفاقة، فقال: لقد نبهتموني من جنات وعيون ومقام كريم.
فرحمه الله رحمة واسعة، وأدخلنا وإياه جنة عالية، قطوفها دانية.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.