اسمه سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي مولاهم -أي: أنه لم يكن من أصل عربي ولكنه مولى لبني أسد، أي: أن أحد أفراد هذه القبيلة اشتراه فأعتقه، فصارت هناك علاقة بين المُعتِق والمُعتَق وهي علاقة الولاء- أبو محمد ويقال: أبو عبد الله الإمام الحافظ المقرئ المفسّر الشهير أحد الأعلام.
مولده: لم يصرّح أحد من المترجمين بتاريخ مولده، وصرحوا بأن مقتله كان في شعبان سنة ٩٥ هـ، وكثير من المترجمين أو كثير من الذين يرصدون الأخبار ويؤرخون للحوادث لا يقفون كثيراً على تاريخ الميلاد، ولكنهم يضبطون تاريخ الوفاة.
وقد قال لابنه: ما بقاء أبيك بعد سبعة وخمسين، كأنه عاش ٥٧ سنة، وتوفي سنة ٩٥ هـ، وعلى ذلك يكون ميلاده سنة ٣٨ هـ تقريباً، وقد صرّح الذهبي بأن ميلاده كان في خلافة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو الخليفة الخامس، والذي اشتهر عند كثير من الناس أن الخليفة الخامس هو عمر بن عبد العزيز، ولكن الصحيح أن الخليفة الخامس هو الحسن بن علي؛ لأن خلافته كانت ستة أشهر بعد مقتل أبيه، وتم به ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بأن الخلافة بعده ثلاثون سنة، أي: الخلافة الراشدة ثلاثون سنة، فتمت الثلاثون سنة بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما.
وقال بعضهم: مات وله تسع وأربعون سنة، فيكون ميلاده سنة ٤٦ هـ.
صفته: قال الذهبي: روي أنه كان أسود اللون.
وعن عبد الله بن نمير عن فطر قال: رأيت سعيد بن جبير أبيض الرأس واللحية.
وعن أيوب قال: سئل سعيد بن جبير عن الخضاب بالوسمة فكرهه، وقال: يكسو الله العبد النور في وجهه ثم يطفئه بالسواد؟! فالصبغ يكون بالأحمر أو بالحناء، ويكره الصبغ بالسواد.
وعن إسماعيل بن عبد الملك قال: رأيت على سعيد بن جبير عمامة بيضاء.
وعن القاسم الأعرج قال: كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش.