وفاته رحمه الله: قال القعنبي: سمعتهم يقولون: عمر مالك (٨٩) سنة، ومات سنة (١٧٩هـ).
وقال إسماعيل بن أبي أويس: مرض مالك فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت.
قالوا: تشهد ثم قال: لله الأمر من قبل ومن بعد.
وتوفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول سنة (١٧٩هـ)، فصلى عليه الأمير عبد الله بن محمد بن إبراهيم، وغسله ابن أبي زنبر وابن كنانة وابنه يحيى وكاتبه حبيب يصبان عليهما الماء، ونزل في قبره جماعة، وأوصى أن يكفن في ثياب بيض، وأن يصلى عليه في موضع الجنائز، فصلى عليه الأمير المذكور.
قال: وكان نائباً لأبيه محمد على المدينة، ثم مشى أمام جنازته وحمل نعشه، وبلغ كفنه خمسة دنانير.
ويقال: إنه في الليلة التي مات فيها رأى رجل من الأنصار قائلاً ينشد: لقد أصبح الإسلام زعزع ركنه غداة ثوى الهادي لدى ملحد القبر إمام الهدى ما زال للعلم صائناً عليه سلام الله في آخر الدهر وقال ابن القاسم: مات مالك عن مائة عمامة فضلاً عن سواها.
وقال ابن أبي أويس: بيع ما في منزل خالي من بسط ومنصات ومخاد وغير ذلك بما ينيف على خمسمائة دينار.
رحمه الله عز وجل رحمة واسعة.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.