عن إبراهيم بن شماس قال: سمعت وكيع بن الجراح يقول: من لم يأخذ أهبة الصلاة قبل وقتها لم يكن وقرها.
وقال وكيع: من تهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يديك منه.
وعن الفضل بن محمد البيهقي قال: سمعت وكيعاً يقول وقد جاءه رجل يناظره في شيء من أمر المعاش أو الورع، فقال له وكيع: من أين تأكل؟ قال: ميراثاً ورثته عن أبي، قال: من أين هو لأبيك؟ قال: ورثه عن أبيه، قال: من أين هو كان لجدك؟ قال: لا أدري، فقال له وكيع: لو أن رجلاً نذر لا يأكل إلا حلالاً، ولا يلبس إلا حلالاً، ولا يمشي إلا في حلال لقلنا له: اخلع ثيابك وارم بنفسك في الفرات، ولكن لا تجد إلا السعة.
ثم قال وكيع: لو أن رجلاً بلغ في ترك الدنيا مثل سلمان وأبي ذر وأبي الدرداء ما قلنا له: إنك زاهد؛ لأن الزهد لا يكون إلا على ترك الحلال المحض، والحلال المحض لا نعرفه اليوم، فالدنيا عندنا حلال وحرام وشبهات، فالحلال حساب والشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة، وخذ منها ما يقيمك، فإن كانت حلالاً كنت قد زهدت فيها، وإن كانت حراماً كنت قد أخذت منها ما يقيمك؛ لأنه لا يحل من الميتة إلا قدر ما يقيمك، وإن كانت شبهات كان فيها عتاب يسير.
وعن أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت وكيعاً يقول: إنما العاقل من عقل عن الله أمره، وليس من عقل أمر دنياه.
وعن عبد الله بن خبيق قال وكيع: هذه بضاعة لا يرتفع فيها إلا صادق.
يقصد بضاعة العلم، والله أعلم.
وعن علي بن خشرم قال: سمعت وكيعاً يقول: لا يكمل الرجل حتى يكتب عمن هو فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه.
فالرجل قد يستحي حين يجلس إلى أخ يكون أقل منه سناً أو شهرة أو علماً، وهذا ليس من الإخلاص ولا من كمال الرجل، فلا يكمل الرجل حتى يكتب عمن هو فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه.