[ثناء العلماء على الليث بن سعد]
عن شرحبيل بن جميل بن يزيد مولى شرحبيل بن حسنة قال: أدركت الناس أيام هشام بن عبد الملك، وكان الليث بن سعد حدث السن، وكان بمصر عبيد الله بن جعفر وجعفر بن ربيعة والحارث بن يزيد ويزيد بن أبي حبيب وابن هبيرة وغيرهم من أهل مصر، ومن يقدم علينا من فقهاء المدينة، وإنهم ليعرفون لليث فضله وورعه وحسن إسلامه على حداثة سنه.
وقال ابن بكير: ورأيت من رأيت فلم أر مثل الليث.
وعن أبي الوليد عبد الملك بن يحيى بن بكير قال: سمعت أبي يقول: ما رأيت أحداً أكمل من الليث بن سعد، كان فقيه البدن، عربي اللسان، يحسن القرآن والنحو، ويحفظ الشعر والحديث، وحسن المذاكرة -ومازال يذكر خصالاً جميلة ويعقد بيده حتى عد عشراً- لم أر مثلهم.
وعن هارون بن سعيد قال: سمعت ابن وهب يقول: كل ما كان في كتب مالك: وأخبرني من أرضى من أهل العلم، فهو الليث بن سعد.
أحياناً الإمام مالك لا يصرح بمن يحدث عنه، ولكن يقول: أخبرني من أرضى من أهل العلم، فإذا قال ذلك فإنه يقصد الليث بن سعد.
وعن الربيع بن سليمان قال: قال ابن وهب: لولا مالك والليث لضل الناس.
وقال الفضل بن زياد: قال أحمد: ليث كثير العلم صحيح الحديث.
وعن أحمد بن سعد الزهري قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الليث ثقة ثبت.
فمن أعلى درجات التوثيق الجمع بين الصفتين، تقول: ثقة ثقة أو ثقة ثبت، فهذا يكون أعلى من قوله ثقة.
وقال عثمان الدارمي: سمعت يحيى بن معين يقول: الليث أحب إلي من يحيى بن أيوب ويحيى ثقة.
قلت: فكيف حديثه عن نافع؟ قال: صادق ثقة.
وعن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: سمعت الشافعي يقول: الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به.
فكان بعض العلماء يقدم الليث على نجم السنن الإمام مالك، ولكن أصحاب الليث لم يقوموا بـ الليث، يعني: لم يرفعوه، كما رفع أصحاب الإمام مالك الإمام مالكاً.
وكان الإمام مالك في المدينة التي هي منارة العلم وفيها أحفاد المهاجرين والأنصار.
وقال محمد بن سعد: وكان ثقة كثير الحديث صحيحه، وكان قد اشتغل بالفتوى في زمنه بمصر، وكان سرياً من الرجال نبيلاً سخياً، له ضيافة.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: أصح الناس حديثاً عن سعيد المقبري ليث بن سعد، يفصل ما روى عن أبي هريرة وما روى عن أبيه عن أبي هريرة.
فـ سعيد المقبري يروي أحياناً عن أبي هريرة مباشرة وأحياناً يروي عن أبيه عن أبي هريرة.
وقال علي بن المديني: الليث بن سعد ثبت.
وقال العجلي: مصري فهمي ثقة.