[درر من أقوال الزهري رحمه الله]
عن معمر عن الزهري قال: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب.
وعن ابن أبي رواد عن ابن شهاب قال: العمائم تيجان العرب.
وبعض الناس يجعلون هذا حديثاً مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك كثير من الأحاديث التي يتداولها الناس هي في الأصل قول لبعض السلف أو حكمة، فيضعون لها إسناداً، أو يظنها بعض الناس لجهلهم حديثاً مرفوعاً، منها هذه المقالة: العمائم تيجان العرب، يظنون أنها حديث نبوي، وهي من قول الإمام الزهري.
قال: العمائم تيجان العرب، والحبوة حيطان العرب، والاضطجاع في المسجد رباط المؤمنين.
وعن يونس قال: قال الزهري: إياك وغلول الكتب، قلت: وما غلولها؟ قال: حبسها.
يعني: أن يستعير إنسانٌ كتاباً مثلاً، فيحبسه ويمنع صاحبه من الانتفاع به، أو حتى أن يقرضه إلى غيره.
وعن أبي يحيى عن الزهري قال: استكثروا من شيء لا تمسه النار.
قيل: وما هو؟ قال: المعروف.
وعن سفيان قال: سئل الزهري عن الزهد؟ فقال: من لم يمنعه الحلال شكره ولم يغلب الحرام صبره.
وعن محمد بن إسحاق عن الزهري قال: إن للعلم غوائل - يعني: آفات - فمن غوائله: أن يترك العالم حتى يذهب بعلمه، يعني: لا ينتفع به.
ومن غوائله: النسيان، ومن غوائله: الكذب فيه، وهو أشد غوائله.
وروى معمر عن الزهري قال: ما عبد الله بشيء أفضل من العلم.
وعن يونس عن الزهري قال: العلم وادٍ، فإذا هبطت وادياً فعليك بالتؤدة حتى تخرج منه.
وعن الزهري قال: كنا نأتي العالم، فما نتعلم من أدبه أحب إلينا من علمه.
يعني: ما يأخذون من سمته وهديه وأدبه أفضل عندهم مما يسمعونه من الأحاديث المسندة؛ لأنهم قد يسمعون هذه الأحاديث من غيره، يعني: ممن ليس في درجته من الأدب.
وعن الأوزاعي عن الزهري قال: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض قبضاً سريعاً، فبعز العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله.
وقال حماد بن زيد: كان الزهري يحدث ثم يقول: هاتوا من أشعاركم وأحاديثكم؛ فإن الأذن مجاجة، وإن للنفس حمضة.