للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عبادة الإمام شعبة]

عن أبي بكر البكراوي قال: ما رأيت أعبد لله عز وجل من شعبة، لقد عبد الله حتى جف جلده على عظمه ليس بينهما لحم.

وعن عمر بن هارون قال: كان شعبة يصوم الدهر كله لا ترى عليه، وكان سفيان يصوم ثلاثة أيام من الشهر ترى عليه.

وعن ابن منيع قال: سمعت أبا قطن قال: ما رأيت شعبة ركع قط إلا ظننت أنه قد نسي، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه قد نسي، من إطالته للركوع والقعود بين السجدتين.

وقال عبد السلام بن مطهر: ما رأيت أحداً أمعن في العبادة من شعبة.

وعن أبي الوليد عن شعبة قال: إذا كان عندي دقيق وقصب -يعني حطباً للفرن- ما أبالي ما فاتني من الدنيا.

وعن صالح بن سليمان قال: كان شعبة مولى للأزد، مولده ومنشؤه بواسط، وعلمه كوفي، وكان له ابن يقال له سعد وكان له أخوان: بشار وحماد وكانا يعالجان الصرف، وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث: ويلكم الزموا السوق فإنما أنا عيال على أخوين يعني: ينفقان عليه.

قال: وما أكل شعبة من كسبه درهماً قط.

وعن قراد أبي نوح قال: رأى علي شعبة قميصاً فقال: بكم اشتريت هذا؟ فقلت: بثمانية دراهم، فقال: ويحك، أما تتقي الله، ألا اشتريت قميصاً بأربعة دراهم وتصدقت بأربعة كان خيراً لك؟ قلت: يا أبا بسطام إنا مع قوم نتجمل لهم، قال: إيش نتجمل لهم؟ كأنه ينكر عليه هذه الكلمة.

وعن يحيى بن أيوب قال: حدثنا أبو قطن قال: كانت ثياب شعبة لونها لون التراب -وقد كان بعض العلماء يفضّلون الثياب التي بلون التراب حتى لا تحتاج إلى غسل كل فترة- وكان كثير الصلاة كثير الصيام سخي النفس.

وعن عبدان بن عثمان عن أبيه قال: قومنا حمار شعبة وسرجه ولجامه ببضعة عشر درهماً.

وعن عبد العزيز بن رواد قال: كان شعبة إذا حك جلده انتفض منه التراب.

وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: ما رأيت أعقل من مالك بن أنس، ولا أشد تقشفاً من شعبة، ولا أنصح للأمة من عبد الله بن مبارك.

<<  <  ج: ص:  >  >>