[ثناء العلماء على الإمام شعبة]
قال أبو عبد الله الحاكم: شعبة إمام الأئمة بالبصرة في معرفة الحديث، رأى أنس بن مالك وعمرو بن سلمة الجرمي وسمع من أربعمائة شيخ من التابعين.
قال: وحدث عنه من شيوخه: منصور والأعمش وأيوب وداود بن أبي هند وسعد بن إبراهيم يعني قاضي المدينة.
قال الذهبي: ومن جلالته قد روى مالك الإمام عن رجل عنه، وهذا قل أن يعمله مالك.
وعن أبي داود قال: حدثنا شعبة قال: قال لي سفيان الثوري: أنت أمير المؤمنين في الحديث.
وعن أبي النضر قال: كان سليمان بن المغيرة إذا ذكر شعبة قال: سيد المحدثين.
وكان شعبة إذا ذكر سليمان بن المغيرة قال: سيد القراء.
وعن الفضيل بن زياد قال: سئل أحمد بن حنبل: شعبة أحب إليك حديثاً أو سفيان؟ فقال: شعبة أنبل رجالاً، وأوثق حديثاً.
وعن سلم بن قتيبة قال: قدمت البصرة فأتيت الكوفة، فأتيت سفيان فقال لي: من أين أنت؟ فقلت من البصرة قال: ما فعل أستاذنا شعبة؟ وقال يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين.
وقال أبو زيد الأنصاري: وهل العلماء إلا شعبة من شعبة.
وقال ابن معين: كان يحيى بن سعيد -يعني: القطان فهو من الطبقة التي بعد طبقة الإمام شعبة، أما الأنصاري فهو من صغار التابعين- إذا سمع الحديث من شعبة لم يبال ألا يسمعه من غيره.
لأن شعبة كان يسمع الحديث أكثر من مرة قبل أن يحدث به من تثبته.
وقال محمد بن زيد: إذا خالفني شعبة في حديث صرت إليه.
وعن حسن بن عيسى قال: سمعت ابن المبارك قال: كنت عند سفيان فأتاه موت شعبة فقال: اليوم مات الحديث، وقال الشافعي: لولا شعبة لما عُرف الحديث بالعراق.
وقال أبو قطن: كتب لي شعبة إلى أبي حنيفة فأتيته، فقال: كيف أبو بسطام؟ قلت: بخير، قال: نعم حشو المصر هو! وقال أحمد بن حنبل: شعبة أثبت من الأعمش في الحكم -أي: ابن عتيبة - وشعبة أحسن حديثاً من الثوري، وقد روى عن ثلاثين شيخاً كوفياً لم يلقهم سفيان، قال: وكان شعبة أمة وحده في هذا الشأن.
قال أبو نعيم في وصفه: ومنهم الإمام المشهور في المناقب، مذكور له التقشف والتعبد والتكشف عن الأخبار والتشدد، أمير المؤمنين في الرواية والتحديث، وزين المحدثين في القديم والحديث، أكثر عنايته بتصحيح الآثار والتبري من تحمل الأوزار، المتثبت المحجاج أبو بسطام شعبة بن الحجاج كان للفقر عانقاً، وبضمان الله تعالى واثقاً.
وقال يحيى بن سعيد: لا يعدل شعبة عندي أحد.