[ثناء العلماء على الزهري رحمه الله تعالى]
ثناء العلماء عليه: عن عمرو بن دينار قال: ما رأيت أحداً أبصر للحديث من ابن شهاب.
وقال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: هل تأتون ابن شهاب؟ قالوا: إنا لنفعل.
قال: فأتوه فإنه لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية منه.
فهو حصل علم فقهاء المدينة السبعة، ثم لقن هذا العلم الجليل لأئمة أتباع التابعين كـ مالك والسفيانين والليث بن سعد وغيرهم.
وقال محمد بن عبد الملك في حديثه: والحسن وضرباؤه يومئذ أحياء.
يعني: أن عمر بن عبد العزيز قال هذا القول وكبار التابعين كـ الحسن وابن سيرين أحياء.
وعن الليث قال: ما رأيت عالماً قط أجمع من الزهري، يحدث في الترغيب فتقول: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن العرب والأنساب قلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن القرآن والسنة كذلك.
وعن الدراوردي قال: أول من دون العلم وكتبه ابن شهاب.
وقال أحمد بن حنبل: الزهري أحسن الناس حديثاً وأجود الناس إسناداً.
وقال أبو حاتم: أثبت أصحاب أنس: الزهري.
وعن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: ما رئي أحد جمع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جمع ابن شهاب.
فكأن أكثر واحد جمع السنة ابن شهاب؛ لأنه حصل علم كبار التابعين، إضافة إلى أنه أدرك بعض الصحابة كـ أنس بن مالك، وكان شيخ من بعده من أئمة أتباع التابعين.
وقيل لـ مكحول: من أعلم من لقيت؟ قال: ابن شهاب.
قيل: ثم من؟ قال: ابن شهاب.
قيل: ثم من؟ قال: ابن شهاب.
كأن ليس هناك أحد يدانيه.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: أدرك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك وسهل بن سعد وعبد الرحمن بن أزهر ومحمود بن الربيع الأنصاري، وروى عن عبد الله بن عمر نحواً من ثلاثة أحاديث، وروى عن السائب بن يزيد.
وقال أبو بكر بن منجويه: رأى عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أحفظ أهل زمانه وأحسنهم سياقاً لمتون الأخبار، وكان فقيهاً فاضلاً.
وعن جعفر بن ربيعة قال: قلت لـ عراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة؟ قال: أفقههم فقهاً وأعلمهم بما مضى من أمر الناس سعيد بن المسيب، وأما أغزرهم حديثاً فـ عروة بن الزبير، ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله - أي: ابن عتبة بن مسعود - بحراً إلا فجرته.
قال عراك: فأعلمهم عندي جميعاً ابن شهاب، فإنه جمع علمهم جميعاً إلى علمه.
وعن يونس عن ابن شهاب قال: قال لي سعيد بن المسيب: ما مات رجل ترك مثلك.
أي: كأن سعيد بن المسيب ترك نسخة أخرى لما عنده من العلم.