عبادته وخشيته رحمه الله: عن إسحاق بن محمد قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كنا ندخل على أيوب السختياني، فإذا ذكرنا له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه.
كان الإمام مالك لا يروي عن أيوب السختياني حتى رآه في الموسم، فكان أيوب إذا حدث بالحديث فذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى يرحم، فكان بعد ذلك يروي عنه.
وعن سعيد بن عامر عن سلام قال: كان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك، وإذا كان عند الصباح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
فالسلف كانوا يخفون أعمالهم الصالحة كما نخفي أعمالنا السيئة.
كان إبراهيم بن أدهم إذا دخل عليه داخل وهو يقرأ في المصحف غطاه.
وروى سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال: كان أيوب في مجلس فجاءته عبرة -أي: دمعة أو بكاء - فجعل يتمخط ويقول: ما أشد الزكام! وعن ابن شوذب قال: كان أيوب يؤم أهل مسجده في شهر رمضان ويصلي بهم في الركعة قدر ثلاثين آية، ويصلي لنفسه ما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية، وكان يقول هو بنفسه للناس: الصلاة، ويوتر بهم، ويدعو بدعاء القرآن، ويؤمن من خلفه، وآخر ذلك يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: اللهم استعملنا بسنته، وأوزعنا بهديه، واجعلنا للمتقين إماماً ثم يسجد، وإذا فرغ من الصلاة دعا بدعوات.