عن إبراهيم بن الشماس قال: لو تمنيت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد ابن الفضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي لم يتزوج ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا.
وعن عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي وذكر وكيعاً فقال: ما رأيت أحداً أوعى للعلم منه ولا أحفظ.
وعن بشر بن موسى قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت رجلاً قط مثل وكيع في العلم والحفظ والإسناد والأبواب مع خشوع وورع.
وعن علي بن خشرم قال: ما رأيت بيد وكيع كتاباً قط، إنما هو حفظ، فسألته عن أدوية الحفظ فقال: إن علمتك الدواء استعملته؟ قلت: إي والله.
قال: ترك المعاصي، ما جربت مثله للحفظ.
وعن يحيى بن معين قال: ما رأيت أحفظ من وكيع.
وقال أبو حاتم الرازي: وكيع أحفظ من ابن المبارك، وقال إسحاق بن راهويه: حفظي وحفظ ابن المبارك تكلف، وحفظ وكيع أصلي، قام وكيع فاستند وحدث بسبعمائة حديث حفظاً.
وعن أبي السائب سلم بن جنادة قال: جالست وكيع بن الجراح سبع سنين، فما رأيته بزق وما رأيته مس -والله- حصاة بيده، وما رأيته جلس مجلسه فتحرك، وما رأيته إلا مستقبل القبلة، وما رأيته يحلف بالله.
وعن محمد بن أبي الصباح قال: كان وكيع بن الجراح إذا أراد أن يحدث احتبى، فإذا احتبى سأله أصحابه الحديث، فإذا نزع الحبوة لم يسألوه، وكان إذا حدث استقبل القبلة.
وروي عن وكيع: أن رجلاً أغلظ له، فدخل بيتاً فعثر وجهه، ثم خرج إلى الرجل فقال: زد وكيعاً بذنبه، فلولاه ما سلطت عليه، أي: لولا هذا الذنب ما سلط الرجل عليه.
وعن سعيد بن عفير قال: أخبرني رجل من أهل هذا الشأن ثقة من أهل المروءة والأدب قال: جاء رجل إلى وكيع بن الجراح فقال له: إني أمت إليك بحرمة، قال: ما حرمتك؟ قال: كنت تكتب من محبرتي في مجلس الأعمش، قال: فوثب وكيع فدخل منزله، فأخرج له صرة فيها دنانير -عملة ذهبية- فقال: اعذرني، فإني ما أملك غير هذا، فأعطى كل ما عنده من المال.