عن حرملة بن يحيى قال: سمعت الشافعي يقول: الليث بن سعد أتبع للأثر من مالك بن أنس.
عن عثمان بن صالح قال: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد، فحدثهم بفضائل عثمان، فكفوا عن ذلك، وكان أهل حمص ينتقصون علياً حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائله فكفوا عن ذلك.
وعن سعيد بن أبي مريم قال: سمعت الليث بن سعد يقول: بلغت الثمانين وما نازعت صاحب هوى قط.
قال الذهبي: كانت الأهواء والبدع خاملة في زمن الليث ومالك والأوزاعي والسنن ظاهرة عزيزة، فأما في زمن أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد فظهرت البدع -خاصة بدعة المعتزلة- وامتحن أئمة الأثر، ورفع أهل الأهواء رءوسهم بدخول رجال الدولة معهم، فاحتاج العلماء إلى مجادلتهم بالكتاب والسنة، ثم كثر ذلك، واحتج عليهم العلماء أيضاً بالعقول، فطال الجدال واشتد النزاع وتولدت الشبه.
ففي زمن الليث ومالك والأوزاعي والسفيانين كانت البدعة خاملة والسنة ظاهرة، وفي زمن أحمد بن حنبل وإسحاق وأبي عبيد ظهرت البدع.
وعن أبي بكر الفقيه الخلال قال: أخبرني أحمد بن محمد بن واصل المقرئ قال: حدثنا الهيثم بن خارجة قال: أخبرنا الوليد بن مسلم قال: سألت مالكاً والثوري والليث والأوزاعي عن الأخبار التي في الصفات فقالوا: أمروها كما جاءت، أمروها كما جاءت، فهذا كالإجماع.
يعني: أجمع أئمة أتباع التابعين على ما أجمع عليه التابعون، وعلى ما أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم أن آيات الصفات وأحاديث الصفات تمر كما جاءت.