عن أبي مسهر قال: حدثنا محمد بن الأوزاعي قال: قال لي أبي: لو قبلنا من الناس كل ما يعطونا لهنا عليهم.
يعني: قبول الجوائز والهدايا، خاصة من الأمراء.
وعن أحمد بن أبي الحواري قال: بلغني أن نصرانياً أهدى إلى الأوزاعي جرة عسل.
فقال: يا أبا عمرو! تكتب لي إلى والي بعلبك، قال: إن شئت رددت الجرة وكتبت لك، وإلا قبلت الجرة ولم أكتب لك.
قال: فرد الجرة وكتب له فوضع عنه ثلاثين ديناراً.
وعن أبي فروة يزيد بن محمد الرهاوي قال: سمعت أبي يقول: قلت لـ عيسى بن يونس: أيهما أفضل الأوزاعي أو سفيان؟ فقال: وأين أنت من سفيان، قلت: يا أبا عمرو ذهبت بك العرقية، الأوزاعي فقهه وفضله وعلمه، فغضب وقال: أتراني أوثر على الحق شيئاً، سمعت الأوزاعي يقول: ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق وتبرأنا منه، وأخذ علينا بذلك الطلاق والعتاق وأيمان البيعة -يعني: كل هذا بإكراه- فلما عقلت أمري سألت مكحولاً ويحيى بن أبي كثير وعطاء بن أبي رباح وعبيد بن عمير فقالوا: ليس عليك شيء، وإنما أنت مكره.
يعني: كان هذا تحت تهديد السلاح بأن يقتل أو يطلق امرأته مثلاً، فهو لما سألهم قالوا: ليس عليك شيء، وإنما أنت مكره، يقول: فلم تقر عيني حتى فارقت نسائي، وأعتقت رقيقي، وخرجت من مالي، وكفرت أيماني، فأخبرني سفيان أنه كان يفعل ذلك.
يعني: فعل ذلك على سبيل الورع، وإلا فقد أفتاه علماء عصره، أنه كان مكرهاً وليس على المكره شيء.
وعن سعيد بن سالم صاحب الأوزاعي قال: قدم أبو مرحوم من مكة على الأوزاعي فأهدى له طرائف فقال له: إن شئت قبلت منك ولم تسمع مني حرفاً، وإن شئت فضم هديتك واسمع.