عن الليث قال: بلغت الثمانين وما نازعت صاحب هوى قط.
وعن يحيى بن بكير قال: أخبرني من سمع الليث يقول: كتبت من علم ابن شهاب علماً كثيراً، وطلبت ركوب البريد إلى الرصافة فخفت ألا يكون ذلك لله فتركته، ودخلت على نافع فسألني فقلت: أنا مصري فقال: ممن؟ قلت: من قيس، قال: ابن كم؟ قلت: ابن عشرين سنة، قال: أما لحيتك فلحية ابن أربعين.
وعن حفص بن سلمة قال: تكلم الليث بن سعد في مسألة، فقال له رجل: يا أبا الحارث! في كتابك غير هذا، قال: في كتبنا ما إذا مر هذبناه بعقولنا وألسنتنا، يعني: كتب ذلك في بداية الأمر ثم رجع عنه، فقد كان يمر على الكتاب فيصلح فيه أو يزيد فيه أو ينقص.
وعن عبد الله بن صالح قال: سمعت الليث بن سعد يقول: لما قدمت على هارون الرشيد قال لي: يا ليث ما صلاح بلدكم؟ قلت: يا أمير المؤمنين صلاح بلدنا بإجراء النيل وإصلاح أميرها، ومن رأس العين يأتي الكرم فإذا صفا رأس العين صفت السواقي، فقال: صدقت يا أبا الحارث! وهذا كقول عمر بن عبد العزيز: السوق يؤتى إليها ما ينفق فيها.
فالأمير إذا كان من أهل الخير ومن أهل العلم والصلاح كان الناس متسابقين على الخير والصلاح والعبادة والطاعة، وإن كان الأمير عكس ذلك، فإن الناس يتسابقون على عكس ذلك.