[تورع الإمام الشعبي عن الفتوى وذمه الرأي]
تورعه عن الفتوى وذمه للرأي: عن محمد بن جحادة أن عامراً الشعبي سئل عن شيء فلم يكن عنده فيه شيء، فقيل له: قل برأيك.
فقال: وما تصنع برأيي؟ بل على رأيي.
وعن آدم: أن رجلاً سأل إبراهيم -أي النخعي - عن مسألة فقال: لا أدري.
فمر عليه عامر الشعبي فقال للرجل: سل ذاك الشيخ، ثم ارجع فأخبرني، فرجع إليه فقال: قال: لا أدري.
قال إبراهيم: هذا والله الفقه.
وبعض الإخوة الذين سجّلوا للشيخ ابن باز رحمه الله وقد سئل عن راوٍ فقال: لا أدري.
فأراد مسجّل البرنامج أن يحذف هذه الكلمة، يظن أن في هذا رفعاً لشأن الشيخ، فأصر الشيخ ابن باز رحمه الله على أن تبقى هذه الكلمة في البرنامج.
وقالوا: كان لها أثر عظيم جداً، وهذا موافق لما يقوله العلماء: ينبغي للعالم أن يورث تلامذته: لا أدري.
أي: يُكثر منها حتى تُحمل عنه؛ لأنه إذا تجرأ على الشرع وأفتى بعلمه فإن هذا يكون من باب طلب الشرف بالدين، فهو يستحي أن يقول: لا أدري، فيتجرأ على شرع الله عز وجل ويقول بلا علم.
وعن مالك بن مغول عن الشعبي قال: لو كانت الشيعة من الطير كانوا رخماً، ولو كانوا من الدواب كانوا حمراً.
وعن الوصافي عن عامر الشعبي قال: أحب صالح المؤمنين، وصالح بني هاشم، ولا تكن شيعياً، وارج ما لم تعلم ولا تكن مرجئاً، واعلم أن الحسنة من الله والسيئة من نفسك ولا تكن قدرياً، وأحبب من رأيته يعمل بالخير وإن كان أخرم سندياً.
وعن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان الشعبي صاحب آثار، وكان إبراهيم النخعي صاحب قياس.
وعن مجالد قال: وكان الشعبي يذم الرأي ويفتي بالنص.
قال مجالد: سمعت الشعبي يقول: لعن الله رأيت.
وعن الهذلي قال: قال الشعبي: أرأيتم لو قُتل الأحنف بن قيس وقُتل طفل أكانت ديتهما سواء، أم يفضّل الأحنف لعقله وعلمه؟ قلت: سواء.
قال: فليس القياس بشيء.
وعن ابن أبجر قال: قال الشعبي: ما حدثوك عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم فخذه، وما قالوا برأيهم فبل عليه.
وعن صالح بن مسلم قال: قال عامر الشعبي: إنما هلكتم أنكم تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس.
وعن الشعبي قال: لا أدري نصف العلم.