قال قتادة: كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام.
وعن بكر بن عبد الله المزني قال: من سره أن ينظر إلى أفقه من رأينا فلينظر إلى الحسن.
وعن أبي هلال قال: كنت عند قتادة فجاء الخبر بموت الحسن، فقلت: لقد غمس في العلم غمساً.
قال قتادة: بل نبت فيه وتحقبه وتشربه، والله! لا يبغضه إلا حروري.
وهذه علامة أن أهل البدعة يبغضون أهل السنة.
وعن حجاج بن أرطأة قال: سألت عطاء عن القراءة على الجنازة؟ قال: ما سمعنا ولا علمنا أنه يقرأ عليها، قلت: إن الحسن يقول: يقرأ عليها، قال عطاء: عليك بذاك، ذاك إمام ضخم يقتدى به.
وعن أبي سعيد بن الأعرابي قال: كان عامة من ذكرنا من النساك يأتون الحسن، ويسمعون كلامه، ويذعنون له بالفقه في هذه المعاني خاصة، وكان عمرو بن عبيد وعبد الواحد بن زيد من الملازمين له، وكان له مجلس خاص في منزله لا يكاد يتكلم فيه إلا في معاني الزهد والنسك وعلوم الباطن؛ فإذا سأله إنسان غيرها تبرم به، وقال: إنا خلونا مع إخواننا نتذاكر.
فأما حلقته في المسجد فكان يمر فيها الحديث والفقه وعلوم القرآن واللغة وسائر العلوم، وكان ربما يسأل عن التصوف فيجيب، وكان منهم من يصحبه للحديث، ومنهم من يصحبه للقرآن والبيان، ومنهم من يصحبه للبلاغة، ومنهم من يصحبه للإخلاص وعلم الخصوص كـ عمرو بن عبيد وأبي جهيم، وعبد الواحد بن زيد وصالح المري شميط وأبي عبيدة الناجي وكل واحد من هؤلاء اشتهر بحال في العبادة، ولكن عمرو بن عبيد اعتزل مجلس الحسن وصار من أئمة المعتزلة.
وعن خالد بن رباح أن أنس بن مالك سئل عن مسألة فقال: عليكم بمولانا الحسن، فقال: إنا سمعنا وسمع، فحفظ ونسينا.
وعن قتادة قال: دخلنا على الحسن وهو نائم، وعند رأسه سلة، فجذبناها فإذا خبز وفاكهة فجعلنا نأكل، فانتبه فرآنا فسره فتبسم وقرأ:{أَوْ صَدِيقِكُمْ}[النور:٦١]، لا جناح عليكم.
يعني: لا جناح على الإنسان أن يأكل من بيت صديقه بغير إذنه.