للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثناء العلماء على الفضيل بن عياض]

ثناء العلماء عليه: قال ابن سعد: كان ثقة فاضلاً عابداً ورعاً كثير الحديث.

وقال ابن حبان: نشأ بالكوفة، وبها كتب الحديث، ثم انتقل إلى مكة وأقام بها مجاوراً للبيت الحرام مع الزهد الشديد والورع التام والخوف الوافر والبكاء الكثير والتخلي بالوحدة، ورفض الناس وأسباب الدنيا إلى أن توفي بها سنة (١٨٧ هـ).

وقال الذهبي: فضيل بن عياض الزاهد، شيخ الحرم، وأحد الأثبات، مجمع على ثقته وجلالته، ولا عبرة بما رواه أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت قطبة بن العلاء يقول: تركت حديث الفضيل بن عياض؛ لأنه روى أحاديث أزرى فيها على عثمان.

قال: وما قطبة حتى يجرح وهو هالك.

يعني: أن الذي يجرح ويعدل لابد أن يكون هو نفسه ثقة، فكيف يكون هو نفسه هالكاً، ثم يجرح إماماً من أئمة المسلمين؟! وقال إبراهيم بن محمد الشافعي: سمعت سفيان بن عيينة يقول: فضيل ثقة.

وقال العجلي: كوفي ثقة متعبد، رجل صالح سكن مكة.

وروى إبراهيم بن شماس عن ابن المبارك قال: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من فضيل بن عياض.

وعن نصر بن المغيرة البخاري قال: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: رأيت أفقه الناس وأورع الناس وأحفظ الناس: وكيع والفضيل وابن المبارك.

وعن مردويه الصائغ قال: قال لي ابن المبارك: إن الفضيل بن عياض صدق الله فأجرى الحكمة على لسانه، فـ الفضيل ممن نفعه علمه.

وهؤلاء الذين وثقوا الفضيل بن عياض وأخبروا عن منزلته ومكانته في الورع، وكذلك في الحديث هم أئمة زمانهم، فكيف يرد قولهم بقول رجل هالك؟ وقال أبو نعيم: ومنهم الراحل في المفاوز والقفار إلى الحصون والحياض، والناقل من المهالك والسباخ إلى الغصون والرياض أبو علي الفضيل بن عياض، كان من الخوف نحيفاً وللطواف أليفاً.

وقال الذهبي: وأما قول ابن مهدي: لم يكن بالحافظ، فمعناه: لم يكن في علم الحديث كهؤلاء الحفاظ البحور كـ شعبة ومالك وسفيان وحماد وابن المبارك ونظرائهم، لكنه ثبت فيما نقل، ما أخذ عليه في حديث كما علمت.

يعني: ولم يكن واسع العلم في الحديث.

يعني: محفوظه من الحديث لم يكن كثيراً مثل أئمة زمانه شعبة ومالك وسفيان وحماد بن زيد وابن المبارك؛ لأنه كان مشغولاً كثيراً بالعبادة والورع.

وكان يتورع عن رواية الحديث، يعني: من خوف الزيادة والنقصان، وكان يقول: بذل الدنانير إلى الناس أحب إلي من بذل الحديث إليهم.

ولكن ما أخذ عليه حديث واحد، يعني: كان يحفظ الأحاديث التي يحدث بها، وما أخطأ في حديث واحد من أحاديثه.

يقول: وهل يراد من العلم إلا ما انتهى إليه الفضيل رحمة الله عليه؟

<<  <  ج: ص:  >  >>