سعة علمه رحمه الله: قال حرملة بن يحيى: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أحداً من الناس فيه آلة العلم ما في سفيان بن عيينة، وما رأيت أحداً أكفأ في الفتيا منه.
قال الشافعي رحمه الله: وجدت أحاديث الأحكام كلها عند ابن عيينة سوى ستة أحاديث، ووجدتها كلها عند مالك سوى ثلاثين حديثاً.
والشافعي مكث فترة طويلة في مكة وتتلمذ على سفيان بن عيينة.
قال الذهبي معلّقاً على هذا الخبر: فهذا يوضّح لك سعة دائرة سفيان في العلم؛ وذلك لأنه ضم أحاديث العراقيين إلى أحاديث الحجازيين، وارتحل ولقي خلقاً كثيراً، ما لقيهم مالك، وهما نظيران في الإتقان، أي: أنه قريب من مالك في الإتقان، ولكن الإمام مالكاً لم يرحل كثيراً، وكان يعتقد أن الحديث الذي ليس له أصل في الحجاز انقطع نخاعه؛ لأن الحجاز وخاصة المدينة كان فيها أبناء وأحفاد المهاجرين والأنصار، وكان يعتبر إجماع أهل المدينة حجة، فلذلك لم يرحل كثيراً.
يقول: وهما نظيران في الإتقان، ولكن مالكاً أجل وأعلى، فعنده نافع وسعيد المقبري.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث الحجاز.
وقال ابن وهب: لا أعلم أحداً أعلم بالتفسير من ابن عيينة.