[ثناء العلماء على الإمام ابن سيرين]
عن هشام بن حسان قال: حدثني أصدق من أدركت من البشر محمد بن سيرين.
وقال محمد بن سعد: كان ثقة مأموناً عالماً رفيعاً فقيهاً إماماً كثير العلم ورعاً، وكان به صمم.
أي: ثقل في سمعه.
وقال العجلي: بصري تابعي ثقة، وهو من أروى الناس عن شريح وعبيدة السلماني، وإنما تأدب بالكوفيين أصحاب عبد الله بن مسعود.
وإخوته: معبد ويحيى وأنس وحفصة أم الهذيل تابعون ثقاة.
وعن عمرو بن دينار قال: والله ما رأيت مثل طاوس، فقال أيوب السختياني وكان جالساً: والله لو رأى محمد بن سيرين لم يقله.
وعن عثمان البتي قال: لم يكن بالبصرة أحد أعلم بالقضاء من ابن سيرين.
وعن شعيب بن الحبحاب قال: كان الشعبي يقول لنا: عليكم بذاك الأصم.
يعني: ابن سيرين.
وعن ابن عون قال: ثلاثة لم تر عيناي مثلهم: ابن سيرين بالعراق أو بالبصرة، والقاسم بن محمد بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، كأنهم التقوا فتواصوا.
وعن ابن عون قال: كان محمد من أرجى الناس لهذه الأمة، وأشد الناس إزراءً على نفسه.
وعن أم عبدان امرأة هشام بن حسان قالت: كنا نزولاً مع محمد بن سيرين في الدار، فكنا نسمع بكاءه بالليل، وضحكه بالنهار.
وعن ابن عوف عن محمد بن سيرين: أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك، فقال: إني لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة.
وعن عبد الله بن السري قال: قال ابن سيرين: إني لأعرف الذنب الذي حمل علي به الدين ما هو؟ قلت لرجل من أربعين سنة: يا مفلس، فحدثت به أبا سليمان الداراني، فقال: قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون، وكثرت ذنوبي وذنوبكم فليس ندري من أين نؤتى.
أي: أن الإنسان إذا كانت ذنوبه قليلة ونزل به بلاء فإنه يعرف أنه بسبب ذنب كذا، أما من كان له في كل لحظة ذنب، وفي كل يوم عشرات الذنوب أو مئات الذنوب فلا يدري من أين يؤتى.