للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[باب الحاء]

⦗٢٤٠⦘

منهم أبو حَفص

١٤٤٠ - أبو حَفص عُمَر بن الخَطاب بن نُفَيل بن عبد العُزَّى بن رِياح (١) بن عبد الله بن قُرط بن رِزاح بن عَدِي بن كَعب بن لُؤَي بن غالِب بن فِهر، العدَوِي، القُرَشِي:

وأُمُّهُ: حَنتَمَة بنت هِشام بن المُغِيرَة بن عبد الله بن عَمرو بن مَخزُوم (٢)، أخت العاص بن هِشام بن المُغِيرَة.

دعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أن يعز به الدين، والمُسلِمون مختبئون، فلما أسلم؛ كان إسلامه عزًّا أعز الله به الإسلام، وظهر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وأصحابه.

ثم هاجَر من مَكَّة إلى المَدِينَة وكانت هجرته فتحًا، ولم يغب عن مشهد شهده رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ من قتال المشركين.

صحب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فأحسن صحبته إلى أن فارقه. شهد له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بالجنة، وقبض صلوات الله عليه وهو راض عنه، ثم ارتد الناس بعد رسول الله، فوازر خَلِيفَة رسول الله على منهاج نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (٣)، وضرب بسيفه معه مع من أقبل ومن أدبر، حَتَّى أدخل الناس في الإسلام طوعًا وكرهًا، ثم قبض الخَلِيفَة وهو عنه راض، وولى بعده بخير ما يلي أحد من الناس، مَصَّر (٤) الله به الأمصار، وجبا به الأموال، ونفى به العدو، وأدخل على كل أهل بيت من المُسلِمِينَ به توسعة في دينهم وتوسعة في أرزاقهم، حَتَّى ختم الله له بالشهادة، رضوان الله عليه (٥).

أخبرنا أبو عَرُوبَة السُّلَمِي، حدثنا محمد بن عَلي بن مَيمُون، حدثنا محمد بن سِنان العوَقِي، حدثنا هَمام، حدثنا قَتادَة، عن أَنَس، أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال: "بَينَما

⦗٢٤١⦘

أَنا أَسِيرُ فِي الجَنَّةِ، إِذا أَنَا بِقَصرٍ بِفِنائِهِ جارِيَة، فَقُلتُ: لِمَن هَذا؟ قالُوا: لِرَجُلٍ مِن قُرَيش، فَرَجَوتُ أَن يَكُونَ لِي، فَقُلتُ: لمن هُوَ؟ قالُوا: لعُمَر، ثُمَّ رُفِعَ قَصرٌ آخَر هُوَ أَحسَنُ مِنَ الأَوَّل، فَقُلتُ: لِمَن هَذا يا جِبرِيل؟ قال: لِرَجُلٍ مِن قُرَيش، فَرَجَوتُ أَن أَكُونَ أَنا هُوَ، فَقُلتُ: لِمَن؟ قالُوا: لعُمَر، إِنَّ فِيهِ مِنَ الحُورِ العين يا أَبا (٦) حَفص ما مَنَعَنِي أَن أَدخُلَهُ إِلَاّ غَيرَتِكَ، قال: فاغرَورَقَت عَيناهُ، وَقالَ: عَلَيكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَلَن أَكُن أَغارُ".

أخبرنا أبو بَكر عبد الله بن سُلَيمان السِّجِستانِي، حدثنا محمد، يَعنِي ابن يَحيَى الأَزدِي، حدثنا عبد الرَّحمَن بن أبي سُلَيمان كُوفِي، عن يَزِيد بن سعيد بن ذي عَصوان، عن عبد المَلِك بن عُمَير، أنه حدثه رافِع بن عَمرو الطائِي، قال: أَخبَرَنِي أبو بَكر الصِّدِّيق، أن عُمَر بن الخَطاب قالَ للأَنصار يَومَ السَّقِيفَةِ: "أَما تَعلَمُونَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَد أَمَرَ أَبا بَكر أَن يُصَلِّيَ بِالناسِ؟! قالُوا: بَلَى، قالَ: فَأَيُّكُم يَجتَرِئُ عَلَى أَن يَتَقَدَّمَهُ؟ قالُوا: إلا أينا". /١٢٠ أ/


(١) في (م): "رَباح"، وهو خطأ، وراجع: "تهذيب الكمال" (٤٢٢٥).
(٢) في (ز): "ابن عبد الله بن عُمَر بن عُمَير بن مَخزُوم".
(٣) سقط من (ز) قوله: "وهو راض عنه"، إلى قوله: "على منهاج نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ".
(٤) في (ز): "نصر".
(٥) في (ز): "رضي الله عنه".
(٦) سفط "أبا" من (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>