للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦٥٦ - أبو عبد الله جُندَب بن عبد الله، وهو ابن سُفيان، البَجَلِي، العلَقِي:

وعلق من بَجِيلَة.

كان بالكُوفَة، ثم صار إلى البَصرَة، ثم خرج منها.

له صُحبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

أخبرنا أبو القاسِم البَغَوِي، حدثنا عبد الأَعلَى بن حَماد، حدثنا مُعتَمِر بن سُلَيمان، قال: سمعت أبي، عن صاحب له، وهو الحَضرَمِي، عن أبي السَوار يُحَدِّثُ به، عن جُندَب بن عبد الله، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بعث رهطًا، وبعث (١) عليهم أبا عُبَيدَة، يَعنِي ابن الجَراح، فلما أخذ ينطلق (٢)، لكنه بَكَى صَبابَةً إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (٣)، فبَعَثَ رَجُلاً مَكانَهُ، يُقالُ لَهُ: عَبدُ اللهِ بنُ جَحش، وكَتَبَ له كِتابًا، وأَمَرَهُ أَن لا يكره أَحَدًا مِن أَصحابِه عَلَى المَسِير مَعَه، فَلَما قَرَأَ الكِتابَ استَرجَعَ، فَقالَ: سَمعٌ لله وطاعَةٌ لرَسُولِهِ، فَخَبَّرَهُمُ الخَبَرَ، وقَرَأَ عَلَيهِمُ الكِتابَ، فَرَجَعَ رَجُلانِ، ومَضَى بَقِيَّتُهُم، فَلَقَوا ابنَ الحَضرَمِي، فَقَتَلُوهُ، وَلَم يَدرُوا ذَلِكَ اليَومَ مِن رَجَبٍ أَو مِن جُمادَى، فَقالَ المُشرِكُونَ لِلمُسلِمينَ: فَعَلتُم كَذا وكَذا فِي الشَّهرِ الحَرامِ، قال: فَأَتَوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (٤)، فَحَدَّثُوهُ الحَدِيثَ، فأَنزَلَ اللَّهُ، تَعالَى (٥): {يَسأَلُونَكَ عَنِ الشَّهرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُل قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ... }، إِلَى قَولِهِ: {والفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتلِ} (٦)، قال: الشِّركُ، وقالَ بَعضُ الَّذِينَ كانُوا فِي السَّرِيةِ: واللَّهِ ما قَتَلَهُ إِلا واحِدٌ، فَقالَ: إِن يَكُ خَيرًا فَقَد

⦗٣٢⦘

ولِيتُهُ، وإِن يَكُ ذَنبًا فَقَد عَلمتُهُ، /٣٠٨ ب/ فَقالَ بَعضُ المُسلِمِينَ: إِن لَم يَكُونُوا أَصابُوا فِي شَهرِهِم هَذا وِزرًا، فَلَيسَ لَهُم فِيهِ أَجرٌ، فَأَنزَلَ اللَّهُ تعالى (٧): {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هاجَروا وجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... }، إلى قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٨).

أخبرنا أبو العباس الثَّقَفِي، قال: حدثنِي عُبَيد الله بن جَرِير بن جَبَلَة، حدثنا محمد بن أبي بَكر المُقَدَّمِي، حدثنا الحَكَم، وهو ابن سِنان، حدثنا مالِك بن دِينار، قال أتى جُندَب البَجَلِي أصحاب الصُّفَّة، فَقالَ: "السَّلَام عليكم، كيف أصبحتم "؟ قالوا: يا أبا عبد الله ذَكِّرنا، قال: "إن أول ما ينتن من ابن آدَم موضع شبر من بطنه، فلا يدخله إلا طيبًا" (٩).


(١) سقط "وبعث" من (ز).
(٢) في (ز): "لينطلق".
(٣) قوله: "صلى الله عليه وسلم" من (ز).
(٤) قوله: "صلى الله عليه وسلم" من (ز).
(٥) لفظة: "تعالى" من (ز).
(٦) البقرة: الآية ٢١٧.
(٧) لفظة: "تعالى" من (ز).
(٨) البقرة: الآية ٢١٨. والحديث أخرجه النسائي في "الكبرى" (٨٧٥١)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (١٥٣٤)، وفي "المفاريد" (٤٦)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٦٧٠).
(٩) أخرجه البخاري (٧١٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>