للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

باب أبي سُفيان

٣١٠٧ - أبو سُفيان مُغِيرَة بن الحارِث بن عبد المُطَّلِب بن هاشِم بن عبد مَناف، القُرَشِي، الهاشِمِي:

له صُحبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

ويقال: هو مِمَّن شهد له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (١) بالجنة.

وأُمُّهُ: غَزِيَّة بنت قَيس بن طَرِيف بن عبد العُزَّى بن عامِر بن عُمَيرة بن وَدِيعَة بن الحارِث بن فِهر بن مالِك بن النَّضر بن كِنانَة.

أخو نَوفَل، ورَبِيعَة.

مات بالمَدِينَة سنة عشرين وصلى عليه عُمَر بن الخَطاب.

أَخبَرَنِي أبو بَكر محمد بن عبد الله بن محمد الطائِي بِحِمص، حدثنا محمد، وهو ابن النُّعمان بن بَشِير السَّقطِي، حدثنا الأُوَيسي، يَعنِي عبد العزِيز بن عبد الله، حدثنا عبد العزِيز الدَّراوَردِي، عن محمد بن عبد الله، وهو ابن أخي الزُّهرِي، عَن عَمِّهِ، عن كَثِير بن عَباس بن عبد المُطَّلِب، عَن أَبِيهِ، قالَ: شَهِدتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَومَ حُنَينٍ، فَلَزِمتُهُ أَنا وَأَبُو سُفيانَ بنُ الحارِثِ بنِ عَبدِ المُطَّلِب، قالَ: فَلَم نُفارِقُهُ، والنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغلَةٍ بَيضاءَ أَهداها لَهُ نُفاثَةُ (٢) الجُذامِيُّ، فَلَما التَقَى المُسلِمُونَ والكُفارُ وَلَّى المُسلِمُونَ مُدبِرِينَ، فَطَفِقَ النَّبِيُّ (٣) صَلى الله عَليه وَسَلم يَركُضُ بَغلَتَهُ نَحوَ الكُفارِ، قالَ عَباسُ: وَأَنا آخِذٌ بِلِجامِ بَغلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وَسَلم (٤) أَكُفُّها إِرادَةُ أَلَاّ يُسرِعَ، وَأَبُو سُفيانَ

⦗١٢٧⦘

آخِذٌ بِرِكابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (٥)، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "نادِ يا عَباسُ، يا أَصحابَ السَّمُرَةِ"، قالَ عَباسٌ: وَكُنتُ رَجُلاً صَيِّتًا، وَقُلتُ بِأَعلَى صَوتِي أَينَ أَصحابُ السَّمُرَةِ؟ فَواللهِ لَكَأَنَّ عَطفَتَهُم حِينَ سَمِعُوا صَوتِي عَطفَةُ البَقَرِةِ عَلَى أَولَادِها! فَقالُوا: يا لَبَّيكَ يا لَبَّيكَ، فاقتَتَلُوا هُم والكُفارُ، والدَّعوَى فِي الأَنصارِ يقولونَ: يا مَعشَرَ الأَنصارِ، قالَ: ثُمَّ قَصُرَت الدَّعوَى عَلَى بَنِي الحارِث بن الخَزرَج، فَقالُوا: يا بَنِي الحارِث بن الخَزرَج، يا بَنِي الحارِث بن الخَزرَج، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ كافٍ بَغلَتَهُ، (٦) وهو كالمُتَطاوِلِ عَلَيها، يَنظُرُ إِلَى قِتالِهِم، فَقالَ: هَذا حِينَ حَمِيَ الوَطِيسُ، ثُمَّ أَخَذَ حَصَياتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ الكُفارِ، ثُمَّ قالَ انهَزَمُوا وَرَبِّ محمدٍ، قالَ عَباسُ: فَذَهَبتُ أَنظُرُ فَإِذا بِالقِتالِ عَلَى هَيئَتِهِ فِيما أَرَى، فَواللهِ ما هُو إِلَاّ أَن رَماهُم النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِحَصاةٍ، فَما زِلتُ أَرَى حَدَّهُم كَلِيلاً وَأَمرَهُم مُدبِرًا حَتَّى هَزَمَهُمُ اللهُ (٧).

حدثنا أبو قُرَيش محمد بن جُمُعَة بن خَلَف الحافظ، قال: حدثنِي أَحمَد بن عُمَر، يَعنِي الحَرَشِي، حدثنا عبد الله بن عُثمان، قال: حدثنِي أبي، عن شُعبَة، عن سِماك بن حَرب، قال: كنا مع مُدرِك بن المُهَلَّب بِسِجِستانَ في سُرُادِقِه، فسمعت شيخًا يحدث عن أبي سُفيان بن الحارِث، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قالَ: إِنَّ اللهَ لَا يُقَدِّسُ أُمَّةً لَا يَأخُذُ الضَّعِيفُ حَقَّهُ فِيها مِنَ /٢٥٦ ب/ الشَّدِيدِ، وَهُوَ غَيرَ مُتَعتَعٍ.

حدثنا أبو العباس الثَّقَفِي، حدثنا محمد بن رافِع، حدثنا يَزِيد بن هارُون، أخبرنا حَماد بن سَلَمَة، عن هِشام بن عُروَة، عَن أَبِيهِ قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: أبو سُفيان بن الحارِث سَيِّدَ فِتيِانِ الجَنَّةِ، قالَ: فَحَلَقَهُ الحَلَاّقُ بِمِنًى وَفِي رَأسِهِ ثُؤلُولٌ فَقَطَعَهُ فَماتَ، فَيَرَونَ أَنَّهُ شَهِيدٌ (٨).

أخبرنا محمد بن إِسحاق، قال: أَخبَرَنِي أبو يُونُس الجُمَحِي محمد بن

⦗١٢٨⦘

أَحمَد بن يَزِيد، أخبرنا إِبراهِيم بن المُنذِر، قال: أبو سُفيان بن الحارِث بن عبد المُطَّلِب، اسمه المُغِيرَة.


(١) قوله: "صلى الله عليه وسلم" من (ز).
(٢) كذا هنا: "أهداها له نفاثة الجذامي"، وفي "صحيح مسلم" (٤٦٣٥)، و"سنن النسائي الكبرى" (٨٥٩٩)، و"مسند أبي يعلى" (٦٧٠٨)، و"صحيح ابن حبان" (٧٠٤٩): "أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي".
(٣) في (ز): "رَسُولُ اللهِ".
(٤) قوله: "صلى الله عليه وسلم" من (ز).
(٥) قوله: "صلى الله عليه وسلم" من (ز).
(٦) خرمت لوحة هنا في النسخة (ز).
(٧) أخرجه مسلم (٤٦٣٥).
(٨) أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٥١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>