للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٥٤ - أبو بِشر عبد الله بن الدَّيلَمِي، واسمُ الدَّيلَمِي: فَيرُوز، الشامِي:

عن: حَنَش الصَّنعانِي.

رَوَى عنه: أبو زُرعَة يَحيَى بن أَبِي عَمرو السَّيبانِيّ.

كَناهُ لَنا: محمد بن سُلَيمان، حدثنا محمد، يَعنِي ابن إِسماعِيل.

⦗٩⦘

قال (١): وقال ضَمرَة: عن السَّيبانِيّ، عن عبد الله بن الدَّيلَمِي: أتيت الأُردُن، فلقيت حَنَشًا الصَّنعانِي، فقال لي: يا أبا بِشر.

هكذا قاله محمد بن إِسماعِيل البُخارِي على حسب ما أخرجته: أبو بِشر - بالشين -.

وتابعه عليه مُسلِم بن الحَجاج القُشَيرِي، وأخرجه في كتاب "الكنى" (٢)، في باب أبي بِشر.

وكلاهما أخطأ فيه علمى، إنما هو:

أبو بُسر عبد الله بن الدَّيلَمِي الشامِي.

يروي عن: أَبِيهِ فَيرُوز الدَّيلَمِي، وعبد الله بن مَسعُود، وأبِي سعيد الخُدرِي، وعبد الله بن عَمرو بن العاص، وحُذَيفَة بن اليَمان، وواثِلَة بن الأَسقَع، وعبد الله بن عَباس.

رَوَى عنه: يَحيَى بن أبي عَمرو السَّيبانِيّ.

أخبرنا أبو الحَسَن أَحمَد بن عُمَير، حدثنا يُونُس بن عبد الأَعلَى، أخبرنا عبد الله بن وَهب، قال: أَخبَرَنِي عاصِم بن حَكِيم، عن يَحيَى بن أبي عَمرو السَّيبانِيّ، عن عبد الله بن الدَّيلَمِي، عن واثِلَة بن الأَسقَع قال: خرجت من أهلي أريد الإسلام، فقدمت عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وهو في الصَّلَاة، فصففت في آخر الصفوف، فصليت بصلاتهم.

وأخبرنا أَحمَد بن عُمَير، حدثنا أبو نَصر محمد بن خَلَف بن غَزوان، حدثنا رَواد بن الجَراح، عن عَباد بن عَباد أبي عُتبَة، عن أبي زُرعَة، عن أبي بُسر، عن واثِلَة بن الأَسقَع قال: قدمت (٣) المَدِينَة أريد الإسلام، فأتيت مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ،

⦗١٠⦘

فخرج النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فصلى.

أخبرنا أَحمَد بن عُمَير قال: قلت لمحمد بن خَلَف، أن يُونُس حدثنا عن ابن وَهب، عن عاصِم، فَقالَ: عن ابن الدَّيلَمِي، فَقالَ: أبو بُسر، هو عبد الله بن الدَّيلَمِي.

وأخبرنا أَحمَد بن عُمَير، قال: سألت أبا زُرعَة، يَعنِي عبد الرَّحمَن بن عَمرو، عن هذا الحديث، وذكرت له ما قال ابن وَهب، فأعجبه وما قال عَباد، فَقالَ: أبو بُسر هو عبد الله بن الدَّيلَمِي.

هكذا كنية عبد الله بن فَيرُوز أبو بُسر بالسين، لا أبو بِشر.

وخَلِيقًا أن يكون محمد بن إِسماعِيل، رحمة الله عليه (٤)، مع جلالته ومعرفته بالحديث اشتبه عليه، فلما نقله مُسلِم بن الحَجاج من كتابه؛ تابعه /٨٠ أ/ على زلته.

ومن تأمل كتاب مُسلِم بن الحَجاج في "الأسامي والكني" علم أنه منقول من كتاب محمد بن إِسماعِيل حذو القُذَّةِ بالقُذَّةِ، حَتَّى لا يَزِيد عليه فيه (٥) إلا ما يسهل على العادِّ عدده، وتَجَلَّد في نقله حق الجلادة، إذ لم ينسبه إلى قائليه ورواته، وحكاه حكاية مجردة (٦).

وكتاب محمد بن إِسماعِيل، رحمة الله عليه، في التاريخ، كتاب لم يسبق إليه، ومن ألَّف بعده شَيئًا من التاريخ أو الأسامي والكنى لم يستغن عنه، فمنهم من نَسَبَهُ إلى نفسه، مثل: أبي زُرعَة، وأبِي حاتِم، ومُسلِم بن الحَجاج. ومنهم من حكاه عن محمد بن إِسماعِيل، والله يرحم محمد بن إِسماعِيل، فإنه الَّذِي أصَّلَ الأصل، وما سواه عليه وبال، منه يُستفاد، وبه يُقتدى، وإن كابر العيان مكابر وعاند الحق معاند، فليس تخفى صورة الحق عند ذوي الألباب.


(١) "التاريخ الكبير" للبخاري ٥/ ٨٠ (٢٢٠).
(٢) "الكنى والأَسماء" لمُسلِم (٣٨١). بيد أن مُسلِمًا أخرج في موضع آخر من "الكنى" (٤٤٨/م): "أبو بسر عبد الله بن الديلمي، عن عبد الرَّحمَن الديلمي".
(٣) في (ز): "جئت".
(٤) في (ز): "رحمه الله".
(٥) لفظة: "فيه" من (ز).
(٦) "طبقات الشافِعِية الكبرى" لابن السبكي ٢/ ٢٢٥، و"السنن الأبين" لابن رشيد (صفحة ١٤٧)، ولم يضبط النص في طبعة الدخيل ضبطًا جيدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>