للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[باب العين]

⦗٦⦘

[منهم أبو عبد الله]

٣٦٣٣ - أبو عبد الله (١)، ويقال: أبو عَمرو عُثمان بن عَفان بن أبي العاص بن أُمَيَّة بن عبد شَمس بن عبد مَناف بن قُصَي بن كِلَاب، القُرَشِي، الأُمَوِي، المَديني:

وأُمُّهُ: أَروَى بنت كَرِيز.

وأم أَروَى، أم حَكِيم، وهي البَيضاء عمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بنت عبد المُطَّلِب بن هاشِم بن عبد مَناف.

زَوَّجَهُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ابنته رُقَيَّة، فكان أول من هاجَر بها إلى أرض الحَبَشَة، ثم هاجَر بها إلى المَدِينَة، فمرضت حين خرج النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إلى بَدر، فتخلف عن بَدر لعلتها، وضرب له نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (٢) بسهمه، فلما ماتت زَوَّجَه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (٣٤٦٢) ابنته الأخرى أم كُلثُوم، وكانت عنده.

ولما أمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ببيعة الرِّضوان كانَ رَسُولَ (٣) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (٤) إلى أهل مَكَّة، فبايع النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ الناس، ثم قال عَلَيهِ السَّلَامُ: "اللهم إن عُثمان في حاجة الله وحاجة رسوله، فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (٣٤٦٤) لعُثمان خيرًا من أيديهم".

شهد له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بالجنة.

وأخبر أن الملائكة تستحي منه.

جَهَّز جيش العُسرَة من خالص ماله، واشترى بئر رومة، فجعل دلوه فيها كدلاء المُسلِمِينَ.

كان من القانتين بآيات الله آناء الليل ساجدًا وقائمًا حذرًا لآخرته ورجاء لرحمة ربه، يُحيِى بالقرآن جُلَّ لياليه في ركعة حياة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (٥)، وخليفته من بعده، فلما

⦗٧⦘

أن ولي كان خيرًا لخيره وأمير البررة.

أخبر الله، جل ثناؤه، على لسان النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أنه مع أصحابه حين وقوع الفتنة على الحق، فكان كذلك إلى أن قُتِلَ شهيدًا، رَضِيَ اللهُ عَنهُ (٦).

أخبرنا أبو القاسِم عبد الله بن محمد بن عبد العزِيز البَغَوِي، حدثنا صالِح بن مالِك (٧) الخَوارِزمِي، حدثنا حَفص بن سُلَيمان، حدثنا عَلقَمَة بن مَرثَد، عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمِي، عن عُثمان بن عَفان قال: مَرِضتُ مَرَضًا، فَكانَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُنِي، فَعَوَّذَنِي يَومًا، فَقالَ: بِسمِ اللَّهِ، أُعِيذُكَ بِاللَّهِ الأَحَدِ الصَّمَد، الَّذِي لَم يَلِد وَلَم يُولَد وَلَم يَكُن لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، مِن شَرِّ ما تَجِدُ، مِرارًا"، فَشَفانِي اللَّهُ تعالى (٨)، فَلَما استَتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (٩) قائمًا، قال: يا عُثمان، تَعَوَّذ بِها، فَما تَعَوَّذتُم بِمِثلِها.

حدثنا محمد بن يَعقُوب بن يُوسُف، حدثنا عبد الله، يَعنِي ابن محمد بن أبي أُسامَة الحَلَبِي، حدثنا حَجاج، وهو ابن أبي (١٠) مَنِيع، حدثنا جدي، يَعنِي عُبَيد الله بن أبي زِياد، عن الزُّهرِي قال: رُقَيَّة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، تزوجها /٣٠٢ ب/ عُثمان بن عَفان في الجاهلية، فولدت له عبد الله بن عُثمان، به كان يُكنَى أول مرة، حَتَّى كني بعد ذَلِكَ بعَمرو بن عُثمان، وبكلٍ كان يُكنَى.


(١) في (م): "منهم أبو عبد الله، ويقال: أبو عَمرو".
(٢) قوله: "صلى الله عليه وسلم" من (ز).
(٣) سقط قوله: "رسول" من (ز).
(٤) قوله: "صلى الله عليه وسلم" من (ز).
(٥) قوله: "صلى الله عليه وسلم" من (ز).
(٦) في (ز): "رِضوان الله عليه".
(٧) في (م): "صالِح بن محمد"، وهو خطأ، وجاء على الصَّواب في (ز)، وفي مصادر ترجمة تخريج الحديث، ومنها: "الدعاء" للطبراني (١١٢٢)، و"الكامل" لابن عَدِي ٣/ ٢٧١ (٥٠٥)، وراجع ترجمة صالِح بن مالِك في: "الجرح والتعَدِيل" لابن أبي حاتِم ٤/ ٤١٦، و"الثقات" لابن حبان ٨/ ٣١٨، و"تاريخ بَغداد" للخطيب ١٠/ ٤٣١.
(٨) لفظة "تعالى" من (ز).
(٩) قوله: "صلى الله عليه وسلم" من (ز).
(١٠) سقط "أبي" من (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>