٤٠٨٣ - أبو عبد الرَّحمَن الحارِث بن هِشام بن المُغِيرَة بن عبد الله بن عُمَر بن مَخزُوم، القُرَشِي، المَخزُومِي:
وأُمُّهُ: أم الجُلَاس، واسمها أَسماء بنت مُخَرِّبَة بن جَندَل بن أُبَير بن نَهشَل بن دارِم.
رَوَى عنه: أبو نَوفَل بن أبي عَقرَب، واسم أبي عَقرَب مُعاوِيَة بن مُسلِم الكِنانِي.
هو والد عبد الرَّحمَن بن الحارِث بن هِشام.
مات في طاعون عَمَواس بالشام سنة ثماني عشرة.
وخلف عُمَر على امرأته فاطِمَة بنت الوَلِيد بن المُغِيرَة، وهى أم عبد الرَّحمَن بن الحارِث.
ذكروا سماعه من النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إن صح ذَلِكَ.
أخبرنا أبو الجَهم أَحمَد بن الحُسَين القُرَشِي الدِّمَشقِي، حدثنا هِشام، يَعنِي ابن عَمار، حدثنا محمد بن شُعَيب، أخبرنا عبد الله بن زِياد، عن الزُّهرِي، أنه أخبره أن عبد الرَّحمَن بن سَعد المُقعَد أخبره، أن عبد الرَّحمَن بن الحارِث بن هِشام [أَخبَرَهُ]، أن أباه الحارِث بن هِشام أخبره، أنه قال: يا رَسُولَ اللهِ، أَخبَرَنِي بأمر أعتصم به؟ قال: "أملك عليك هذا"، وأشار إلى لسانه، قال عبد الرَّحمَن: فرأيت ذَلِكَ يسيرًا، فلما أفطننى [٢٢/أ] له إذ لا شئ أشد منه.
أخبرنا أبو إِسحاق إِبراهِيم بن محمد العُمَرِي بالكُوفَة، حدثنا أبو كُرَيب، يَعنِي محمد بن العلَاء، حدثنا رِشدِين، يَعنِي ابن سَعد، عن عُقَيل، عن ابن شِهاب، عن عبد الرَّحمَن بن سَعد، عن عبد الرَّحمَن بن الحارِث بن هِشام، عَن أَبِيهِ أنه قال: يا رَسُولَ اللهِ، حدثنِي بشئ أعتصم به، فَقالَ: "أملك عليك هذا"، وأشار الى لسانه، فرأيت ذَلِكَ شَيئًا يسيرًا، وكنت رجلاً قليل الكلام، فلم أفطن له، فإذا لا شئ أشد منه.
أخبرنا أبو يُوسُف محمد بن سُفيان الصَّفار بالمِصِّيصَة، حدثنا سعيد، يَعنِي ابن
⦗٢١٩⦘
رَحمه بن نُعَيم الأَصبُحِي، قال: سمعت ابن المُبارَك، عن الأَسوَد بن شَيبان السَّدُوسِي، عن أبي نَوفَل بن أبي عَقرَب، قال: خرج الحارِث بن هِشام من مَكَّة، فجزع أهل مَكَّة جزعًا شديدًا، فلم يبق أحد يطعم إلا خرج ليشبعه، فلما كان بأعلى البطحاءِ أو حيث شاء الله من ذَلِكَ وقَف ووقف الناس حَوله يبكونَ، فلما رَأَى جزَع الناس، قال: يا أيها الناس، إني والله ما خرجت رغبة بنفسي عن أنفسكم، ولا اختيار بلد عن بلدكم، ولكن كان هذا الأمر [فخرجت فيه] (١) رجال من قُرَيش، والله ما كانوا من ذوي أسِنانها ولا في بيوتاتها، فأصبحنا والله لو أن جبال مَكَّة ذهَبًا فأنفقناها في سبيل الله ما أدركنا يومًا من أيامهم، والله لئن فاتونا به في الدُّنيا لنلتمسَنّ أن نشاركهم به في الآخرة، فاتقى الله امرؤ فتوجه غازيًا إلى الشام وأتبعه ثقله فأصيب شهيدًا. [٢٢/ب]
أخبرنا أبو العباس محمد بن إِسحاق الثَّقَفِي، قال: رأيت في كتاب أبي حَسان الزِّيادِي: مات الحارِث بن هِشام، ويُكنَى أبا عبد الرَّحمَن سنة ثماني عَشرة.
(١) بيض له الناسخ، والمثبت فمن مصادر تخريج الحديث، ومنها: "الجهاد" لابن المُبارَك (١٠١)، و"المستدرك" للحاكم (٥٢٧٧)، و"تاريخ دِمَشق" ١١/ ٤٩٩، و"تهذيب الكمال" ٥/ ٣٠٠.