للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٩٣ - أبو خُنَيس، الغِفارِي (١):

له صُحبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

أخبرنا أبو بَكر محمد بن إِسحاق بن خُزَيمَة، حدثنا محمد بن يَحيَى، حدثنا عبد الله بن رَجاء، حدثنا سعيد بن سَلَمَة، قال: حدثنِي أبو بَكر بن عُمَر بن

⦗١٨٦⦘

عبد الرَّحمَن، عن إِبراهِيم بن عبد الرَّحمَن (٢) بن عبد الله بن أبي رَبِيعَة، أنه سمع أبا خُنَيس الغِفارِي يقول: خَرَجتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي غَزوَةِ تِهامَةَ، حَتَّى إِذا كُنا بِعُسفانَ جاءَهُ أَصحابُهُ فَقالُوا: يا رَسُولَ اللهِ، جَهَدَنا الجُوعُ فَأَذَن لَنا فِي الظَّهرِ أَن نَأكُلُهُ، فَقالَ: نَعَم، فَأُخبِرَ بِذَلِكَ عُمَر، فَجاءَ النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَقالَ: يا نَبِيَّ اللهِ، ما صَنَعتَ، أَمَرتَ الناسَ أَن يَأكُلُوا الظَّهرَ، فَعَلَى ماذا يَركَبُونَ؟ قالَ: فَماذا تَرَى يا ابنَ الخَطاب؟ قالَ: أَرَى أَن تَأمُرَهُم، وَأَنتَ أَفضَلُ رَأَيًا، فَيَجمَعُوا فَضلَ أَزوادِهِم فِي ثَوبٍ، ثُمَّ تَدعُوا الله لَهُم؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَستَجِيبُ لَكَ. فَأَمَرَهُم، فَجَمَعُوا فَضلَ أَزوادَهُم فِي ثَوبٍ، ثُمَّ دَعا الله لَهُم، ثُمَّ قالَ: ائتُوا بِأَوعِيَتِكُم، فَمَلأَ كُلُّ إِنسانٍ مِنهُم وِعاءَهُ، ثُمَّ أَذِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِالرَّحِيلِ، فَلَما ارتَحِلُوا مُطِرُوا ما شاءَ اللهُ (٣)، وَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، ونزلوا معه، وَشَرِبُوا مِن ماءِ السَّماء وَهُم بِالكِراعِ، ثُمَّ خَطَبَهُم بِهِ، فَجاءَ ثَلَاثَةٌ نَفَرٌ، فَجَلَسَ اثنانِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَذَهَبَ الآخَرُ مُعرِضًا، فَقالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخبِرُكُم عَنِ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ؟ أَما واحِدٌ فاستَحَى مِنَ اللهِ فاستَحَى اللَّهُ مِنهُ، وَأَما الآخَرُ فَأَقبَلَ تائِبًا إِلَى اللهِ فَتابَ اللَّهُ عَلَيهِ، وَأَما الآخَرُ فَأَعرَضَ فَأَعرَضَ اللَّهُ عَنهُ.

قال محمد بن إِسحاق: قال محمد بن يَحيَى: أبو بَكر بن عُمَر بن عبد الرَّحمَن، هو ابن عبد الله بن عُمَر، رَوَى عنه مالِك بن أَنَس.


(١) كتب في هامش (ز): "أبو خُنَيس عامِر بن يَحيَى، المَعافِرِي، المِصرِي: ذَكَرَهُ ابن يُونُس في "تاريخه"، وذَكَرَهُ الأمير في باب " خُنَيس"، أغفله (المصنف)، ألحقه عبد العظيم المُنذِري".
(٢) سقط "عن إِبراهِيم بن عبد الرَّحمَن" من (م).
(٣) في (م): "ما شاءَوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>