للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦٣٨ - أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد الحَجاج بن عِلَاط بن كَعب بن عُمَر (١) بن برد بن ريط (٢) بن كَعب بن عَمرو بن هِلَال بن امرئ القَيس بن بَهتَه بن سُلَيم، ويقال: الحَجاج بن عِلَاط بن خالِد بن ثوبرة بن هِلَال بن عُبَيد بن ظَفَر بن سعيد بن عَمرو بن امرئ القَيس بن بَهتَه بن سُلَيم بن مَنصُور بن عِكرِمَة بن خَصفَة بن قَيس عَيلَان، السُّلَمِي، الحِجازي:

له صُحبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

ويقال: قدم عليه وهو بِخَيبَر، وكان في بعض غاراته، فأَسلَم، وسَكَن المَدِينَة /٣٠٣ ب/ في بَنِي أُمَيَّة بن زَيد، وبنى بها دارًا ومسجدًا (٣) يعرف به.

⦗١٢⦘

أخبرنا أبو العباس الثَّقَفِي، حدثنا محمد بن يَحيَى، حدثنا عبد الرَّزاق، أخبرنا مَعمَر، عن ثابِت، عن أَنَس قال: لما افتتح رسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ خَيبَر، قال الحَجاج بن عِلَاط: يا رَسُولَ اللهِ، إن لي بِمَكَّة مالاً، وإني أريد أن آتيهم، فأنا في حِلٍّ إن أنا نلت منك، أو قلت شَيئًا، فأذن له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أن يقول ما شاء، قال: فأتى امرأته حين قدم، فَقالَ: اجمعي لي مالي (٤) ما كان عندك، فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم قد استبيحوا، وأصيبت أموالهم، وفشا ذَلِكَ بِمَكَّة، قال: وانقمع المُسلِمون، وأظهر المشركون فرحًا وسرورًا، وبلغ الخبر العباس فعقر، وجعل لا يستطيع أن يقوم، ثم أرسل غلامًا له إلى الحَجاج بن عِلَاط فَقالَ: ويلك، ماذا جئت به؟ وماذا تقول؟ فما وعد الله خيرًا مما جئت به، فقال الحَجاج لغلامه اقرأ على أبي الفَضل السَّلَام، وقل له: فليخل لي بعض بيوته لآتيه (٥)، فإن الخبر على ما يسره، قال: فجاء غلامه، فلما بلغ الباب، قال: أبشر يا أبا الفَضل، قال: فوثب العباس فرحًا، حَتَّى قَبَّل بين عينيه، فأخبره ما قال الحَجاج فأعتقه، ثم جاءه الحَجاج، فأخبره أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (٦) قد افتتح خَيبَر، وغَنِم أموالهم، وجرت سهام الله في أموالهم، واصطفى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّة بنت حُيَيّ، واتخذها لنفسه، وخيرها بين أن يعتقها وتكون زوجته، أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكني جئت لمال كان لي هاهنا، أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فأذن لي أن أقول ما شئت، فأخف عَلَيَّ ثلاثًا، ثم أذكر ما بدا لك قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حُلِيٍّ أو متاع، فدفعته إليه، ثم استمر به، فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحَجاج، فَقالَ: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أن قد ذهب يوم كذا وكذا، فقالت: لا يحزنك الله يا أبا الفَضل، لقد شق علينا الَّذِي

⦗١٣⦘

بلغك، قال: أجل، فلا يحزنني الله، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، فتح الله خَيبَر على رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (٧)، وجرت فيها سهام الله واصطفى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّة لنفسه، فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به، قالَت: أظنك والله صادِقا؟ قال: فإني لصادِق (٨)، والأمر على ما أخبرتك، قال: ثم ذهب حَتَّى أتى مجالس قُرَيش وهم يقولون: إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خيرًا يا أبا الفَضل قال: لم يصبني إلا خيرًا بحمد الله، قد أَخبَرَنِي الحَجاج أن خَيبَر فتحها الله على رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (٩)، وجرت فيها سهام الله، واصطفى صَفِيَّة لنفسه، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شيء هاهنا، ثم يذهب، قال: فرد الله الكآبة الَّتِي كانت بالمُسلِمِينَ على المشركين، وخرج المُسلِمون من كان دخل بيته مكتئبًا حَتَّى أتوا العباس، فأخبرهم الخبر، فسر المُسلِمون، وَرَدَّ (١٠) ما كان من كآبة أوغيظ أو حزن (١١) على المشركين (١٢). /٣٠٤ أ/

أخبرنا أبو العباس الثَّقَفِي، حدثنا عبد الرَّحمَن بن سَلَمَة، من ولد الحَجاج بن عِلَاط، قال: الحَجاج بن عِلَاط أبو عبد الله، وأبو محمد.


(١) في (ز)، و"تاريخ دمشق" ١٢/ ١٠٩: "عَمرو".
(٢) في (ز): "ركط".
(٣) في (ز): "أو مسجدًا".
(٤) سقط "مالي" من (ز).
(٥) سقط "لآتيه" من (م).
(٦) قوله: "صلى الله عليه وسلم" من (ز).
(٧) قوله: "صلى الله عليه وسلم" من (م).
(٨) في (ز): "صادِق".
(٩) قوله: "صلى الله عليه وسلم" من (م).
(١٠) قوله: "ورد" ممسوح في (ز).
(١١) سقط في (ز) من قوله: "أو حزن"، إلى قوله: "من ولد الحَجاج بن علاط".
(١٢) أخرجه أَحمَد في "مسنده" (١٢٦٠٤)، وعبد بن حُمَيد في "المنتخب من مسنده" (١٢٨٩)، والبزار في "مسنده " (٦٩١٦)، وأبو يَعلَى في "مسنده " (٣٤٧٩)، وابن حبان في "صحيحه" (٤٥٣٠)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٣١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>