٤١٤٠ - أبو العاص بن الرَّبِيع بن عبد العُزَّى بن عبد شَمس، ويقال: ابن الرَّبِيع بن رَبِيعَة بن عبد شَمس بن عبد مَناف بن قُصَي بن كِلَاب، القُرَشِي:
⦗٢٥٨⦘
خَتَن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ على ابنته زَينَب، وابن عمه، واسمه لَقِيط، وكان يُسَمَّى جرو البَطحاء، يَعنِي أنه متلد بها.
يقال: أَسلَم قبل الحُدَيبِيَة بخمسة أشهر، ثم رجع إلى مَكَّة ولم يشهد مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ شَيئًا.
ويقال: جيء به مربوطًا بقيد، فسأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أصحابه أن يطلقوه.
ومات في ذي الحجة سنة ثنتي عشرة.
ويقال: قدم مُهاجِرًا إلى المَدِينَة بعد ما أَسلَم بِمَكَّة، فدفع إليه النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ابنته زَينَب بالنكاح الأول.
ويقال: رَدَّ عليه بمهر جديد، ونكاح جديد، فولدت له أُمامَة، فتزوج عَلِيٌّ، رضى الله عنه، أُمامَة بعد فاطِمَة، فلم تزل عنده حَتَّى قُتِلَ عنها.
أخبرنا أبو العباس الثَّقَفِي، حدثنا أبو الأَشعَث، يَعنِي أَحمَد بن المِقدام العِجلِي، حدثنا زُهَير بن العلَاء العبدِي، حدثنا سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قَتادَة، قال: تزوج أبو العاص بن الرَّبِيع بن رَبِيعَة بن عبد شَمس: زَينَب، فولدت له أُمامَة، فتزوج عَلي بن أبي طالِب أُمامَة بعد فاطِمَة، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فلم تزل عنده حَتَّى قُتِلَ عنها.
حدثنا أبو محمد يَحيَى بن محمد بن صاعِد الهاشِمِي ببَغداد، حدثنا حَفص بن عَمرو الرَّقاشِي، وجَعفَر بن مُكرَم، قالا: حدثنا [٣٣/ب] أبو بَكر الحَنَفِي عبد الكَبِير بن عبد المَجِيد، حدثنا عبد الحَمِيد بن جَعفَر، حدثنِي المَقبُرِي، عن عَمرو بن سُلَيم، قال: سمعت أبا قَتادَة قال: خرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، ونحن ننتظر الصَّلَاة، وعلى عاتقه أُمامَة بنت أبي العاص بن الرَّبِيع، وأمها زَينَب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
أخبرنا أبو العباس الثَّقَفِي، حدثنا عبد الله بن مُطِيع، حدثنا هُشَيم، عن داوُد بن أبي هِند، عن الشَّعبِي قال: كانت زَينَب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ تحت أبي العاص بن
⦗٢٥٩⦘
الرَّبِيع، فهاجَرت مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إلى المَدِينَة، وأبو العاص مشرك على حاله، فأقبل أبو العاص من الشام في عير لقُرَيش وتجارة، فلما كان من المَدِينَة قريبًا أراد أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أن يخرجوا إليه فيضربوا عُنقه ويغنموا ما معه، فبلغ ذَلِكَ زَينَب، فقالت: يا رَسُولَ اللهِ، أليس عقد المُسلِمِينَ وعهدهم واحد، قالَت: أشهد أني قد أجرت أبا العاص، فلما رأى ذَلِكَ أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ خرجوا إليه عزلاً بغير سلاح، حَتَّى لقوه، فقالوا: يا أبا العاص، إنك في شرف من قُرَيش، وأنت ابن عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وصهره، فهل لك إلى أن تُسلِم، فتغنم ما معك من أموال أهل مَكَّة، فَقالَ: بئس ما أمرتموني أن أفتتح ديني بغدر، فمضى حَتَّى قدم مَكَّة، فدفع إلى كل ذي حق حقه، ثم قام، فَقالَ: يا أهل مَكَّة، أوفيت ذمتي، قالوا: اللهم نعم، قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، قال: ثم قدم مُهاجِرًا إلى المَدِينَة إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قال: فدفع إليه ابنته بالنكاح الأول.
حدثنا أبو الحُسَين الغازِي، حدثنا ابن حُمَيد، يَعنِي محمدا، حدثنا سَلَمَة، يَعنِي ابن الفَضل [٣٤/أ] عن ابن إِسحاق، قال: تزوج عَلِيُّ بن أبي طالِب، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أُمامَة بنت أبي العاص بن الرَّبِيع، وأمها زَينَب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
أخبرنا أبو العباس الثَّقَفِي، أَخبَرَنِي أبو يَحيَى، يَعنِي محمد بن عبد الرَّحِيم، أخبرنا صَدَقَة بن سابِق، قال: قرأت على محمد بن إِسحاق، حدثنِي يَحيَى بن عَباد بن عبد الله بن الزُّبَير، عَن أَبِيهِ عَباد، عن عائِشَة زوج النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قالَت: لما بعث أهل مَكَّة في فداء أسراهم، بعثت زَينَب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في فداء أبي العاص، قال: وبعثت بقلادة لها كانت خَدِيجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها، قالَت: فلما رآها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَقَّ لها رقة شديدة، وقال: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الَّذِي لها فافعلوا"، [فقالوا:] نعم يا رَسُولَ اللهِ، فأطلقوه، وردوا عليها الَّذِي لها.
حدثنا أبو الوفا المُؤَمَّل بن الحَسَن بن عِيسى، حدثنا محمد، يَعنِي ابن يَحيَى،
⦗٢٦٠⦘
حدثنا أبو اليَمان، أخبرنا شُعَيب، عن الزُّهرِي قال: أَخبَرَنِي عَلي بن حُسَين، أن المِسوَر بن مَخرَمَة أخبره قال: قام النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فسمعته حين تشهد، ثم قال: أما بعد، فإني أنكحت أبا العاص بن الرَّبِيع، فحدثنِي، فصدَقَني، وذكر الحديث.
أخبرنا أبو العباس الثَّقَفِي، أَخبَرَنِي أبو يُونُس، يَعنِي محمد بن أَحمَد الجُمَحِي، أخبرنا إِبراهِيم بن المُنذِر، قال: مات أبو العاص بن الرَّبِيع يُسَمَّى جرو البطحاء في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.
أخبرنا أبو العباس الثَّقَفِي، حدثنا يَحيَى بن أبي طالِب، حدثنا يَزِيد بن هارُون، حدثنا الحَجاج بن أَرطاة، عن عَمرو بن شُعَيب، عَن أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ: "أن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رد ابنته على أبي العاص بمهر جديد ونكاح جديد". [٣٤/ب]
أخبرنا أبو العباس الثَّقَفِي، قال: سمعت المُفَضَّل بن غَسان، يَعنِي الغَلَاّبِي، قال: سمعت الزُّبَيري، يَعنِي مُصعَب بن عبد الله يقول: اسم أبي العاص لَقِيط.