للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٧٠ - أبو عبد الرَّحمَن، ويقال: أبو عبد الله فَيرُوز بن الدَّيلَمِي، اليَمانِي، من فُرس صَنعاء، من الأبناء، قاتِل الأَسوَد العنسِى:

سمع: النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

حديثه في أهل اليَمَن.

أخبرنا أَحمَد بن عُمَير، حدثنا عبد الله بن هانِئ، حدثنا ضَمرَة، يَعنِي ابن رَبِيعَة، عن السَّيبانِي، عن عبد الله بن الدَّيلَمِي، عَن أَبِيهِ قال: أتينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ برأس الأَسوَد العنسِي الكَذاب، ثم قلنا: يا رَسُولَ اللهِ، قد علمت من نحن؟ ومن أين نحن؟ وإلى من نحن؟ قال: "إلى الله، وإلى رسوله"، قلنا: يا رَسُولَ اللهِ، إنا أصحاب أعناب، فما نصنع بها؟ قال: "زببوها"، قال: قلنا: يا رَسُولَ اللهِ، فما نصنع بالزبيب؟ قال: "انبذُوه على غدائكم، واشربوه على عشائكم، وانبذوه على عشائكم، واشربوه على غدائكم، واشربوه في الشِّنان ولا تنبذوه في القلال، فإنه إذا تأخر عن عَصره صار خَلاًّ" (١).

قال محمد بن إِسماعِيل: فَيرُوز، أبو عبد الرَّحمَن اليَمانِي، كَناهُ أَحمَد.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن المُسَيَّب بن إِسحاق الأَرغِيانِي، حدثنا أبو عُمَير، يَعنِي ابن النَّحاس، حدثنا ضَمرَة، يَعنِي ابن رَبِيعَة، عن السَّيبانِي، عن عبد الله بن الدَّيلَمِي، عَن أَبِيهِ قال: أتينا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ برأس الأَسوَد العنسِي الكَذاب، فقلنا: يا رَسُولَ اللهِ قد علمت من نحن؟ ومن أين نحن؟ وإلى من نحن؟ قال: "إلى الله، وإلى رسوله"، قلنا: يا رَسُولَ اللهِ، إن لَنا أعناب، فما نصنع بها؟ قال: "زببوها"، قلنا: ما

⦗٢٠٤⦘

نصنع بالزبيب؟ [١٤/أ] قال: "انبذوا على غدائكم، واشربوا على عشائكم، وانبذوا على عشائكم، واشربوا على غدائكم، وانبذوه في الشِّنان، ولا تنبذوه في القلال فإنه إذا تأخر، عن عَصره صار خَلاًّ".

أخبرنا أَحمَد بن عُمَير، حدثنا يَحيَى بن عُثمان، يَعنِي ابن سعيد بن كَثِير القُرَشِي، حدثنا ضَمرَة، يَعنِي ابن رَبِيعَة، عن السَّيبانِي، عن عبد الله بن الدَّيلَمِي، عَن أَبِيهِ قال: قدمت عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فقلت: يا رَسُولَ اللهِ من نحن؟ وأين نحن؟ وإلى من نحن؟ قال: "إلى الله وإلى رسوله".

أخبرنا أَحمَد بن عُمَير، حدثنى عبد الله بن محمد بن أبي أُسامَة، حدثنا أبي، حدثنا ضَمرَة، عن يَحيَى بن أبي عَمرو السَّيبانِي، قال: سمعناه ذكره، عن عبد الله بن الدَّيلَمِي قال: قدم أبي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وكان من فُرس صَنعاء.

ذكر إتيان رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ برأس العنسِي الكَذاب في هذا الحديث وهم، وَهِمَ فيه أبو عبد الله ضَمرَة بن رَبِيعَة القُرَشِي، لدلائل سوف أذكر كل واحد منها في موضعه.

أحدها: أن هذا الحديث رواه أبو عَمرو عبد الرَّحمَن بن عَمرو الأَوزاعِي، وأبو عُتبَه عَباد بن عَباد الخَواص الأُرسُوفِي، وأبو محمد عاصِم بن حَكِيم، عن أبي زُرعَة يَحيَى بن أبي عَمرو السَّيبانِي، عن عبد الله الدَّيلَمِي، فلم يذكر واحد منهم ما ذكره ضَمرَة بن رَبِيعَة، عن يَحيَى بن أبي عَمرو السَّيبانِي من إتيانَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ برأس الأَسوَد العنسى الكَذاب.

فبصحة ما ذكرته:

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن المُسَيَّب بن إِسحاق الأَرغِيانِي، حدثنا عَلي بن سَهل، يَعنِي الرَّملِي، حدثنا الوَلِيد، يَعنِي ابن مُسلِم [١٤/ب]، قال: سمعت أبا عَمرو، يَعنِي الأَوزاعِي، يُحَدِّثُ عن السَّيبانِي، عن عبد الله بن الدَّيلَمِي، عَن أَبِيهِ فَيرُوز، أنه وفد عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فكان فيما سأل عنه، قال: إن لَنا كُرُومًا، فماذا نصنع بها؟ قال: "تتخذوه زبيبًا"، قلت: فنصنع بالزبيب ماذا يا رَسُولَ اللهِ؟ قال: "تنقعوه على

⦗٢٠٥⦘

غدائكم، وتشربوه على عشائكم، وتنقعوه على عشائكم، وتشربوه على غدائكم". قلت: يا رَسُولَ اللهِ، أفلا نؤخره حَتَّى يشتد؟ قال: "فلا تجعلوه في القلال ولا الدباء، واجعلوه في الشِّنان، فإنه إن تأخر عن عصره صار خَلاًّ"، قلت: يا رَسُولَ اللهِ، نحن من قد علمت، وخرجنا من حيث قد علمت، ونحن بين ظهراني من قد علمت، فمن ولينا؟ قال: "الله ورسوله"، قلت: حسبنا يا رَسُولَ اللهِ.

أخبرنا أَحمَد بن عُمَير، حدثنا أبو عامِر، يَعنِي مُوسى بن عامِر بن عُمارَة بن خُرَيم المُرِّي، حدثنا الوَلِيد بن مُسلِم، حدثنا أبو عَمرو الأَوزاعِي، حدثنِي يَحيَى بن أبي عَمرو السَّيبانِي، أن عبد الله بن الدَّيلَمِي أخبره، أن أباه قدم عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ، إنا أهل كَرمٍ وَخَمرٍ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "حَرَّمَ الله الخَمر".

أخبرنا أبو بَكر محمد بن عبد المَلِك بن مَروان البَزاز بدِمَشق، حدثنا دُحَيم، يَعنِي عبد الرَّحمَن بن إِبراهِيم الدِّمَشقِي، حدثنا الفِريابِي، عن الأَوزاعِي، عن يَحيَى بن أبي عَمرو السَّيبانِي، عن عبد الله بن الدَّيلَمِي، عَن أَبِيهِ، أنه أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ، نحن من قد علمت [١٥/أ] وجئنا من حيث تعرف، فمن ولينا؟ قال: "الله ورسوله"، قال: حسبي.

أخبرنا أَحمَد بن عُمَير، حدثنا أَحمَد بن عبد الرَّحمَن، يَعنِي ابن وَهب، حدثنا عبد الله بن وَهب، قال: وأَخبَرَنِي عاصِم بن حَكِيم، أن يَحيَى بن أبي عَمرو السَّيبانِي حدثه، عن عبد الله بن الدَّيلَمِي، أن أباه فَيرُوز الدَّيلَمِي سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَقالَ: "إنا أهل كَرمٍ وخَمرٍ، وقد كره الله الخَمر، فما نصنع بالكرم؟ قال: "تصنعوه زبيبًا قال: ثم نصنع بالزبيب ماذا؟ قال: "تنقعوه غدوة، وتشربوه على العشاء، وتنقعوه عشاء، وتشربوه على الغداء، وتنقعوه في الشِّنان، ولا تنقعوه في القلال، ولا في الدباء قلت: يا رَسُولَ اللهِ، أرأيت إن أردنا أن نؤخره بعد عصره

⦗٢٠٦⦘

ليشتد؟ قال: "اشربوه بعد عصره طيبًا إذا كان في الشِّنان، وإن أردتم أن تؤخروه بعد عصره رجع خَلاًّ إذا كان في الشِّنان".

أخبرنا أَحمَد بن عُمَير، حدثنا إِسماعِيل بن عَباد، ومُوسى بن سَهل، وعُثمان بن خُرَّزاذ، قالوا: حدثنا زَكَرِيا بن نافِع، حدثنا عَباد بن عَباد الخَواص، عن أبي زُرعَة يَحيَى بن أبي عَمرو السَّيبانِي، عن عبد الله بن فَيرُوز، عن أبيه (٢) قال: قلت يا رَسُولَ اللهِ: قد حرم الله الخَمر، فما نصنع بالعنب؟ قال: "تتخذونه زبيبًا قلت: ما نصنع بالزبيب؟ قال: "تنبذونه غدوة وتشربوه على العشاء، وتنبذوه عند العشاء، وتشربوه على الغداء قال: قلت: يا رَسُولَ اللهِ، أرأيت إن أخرناه بعد عصره؟ قال: "إذًا يصير خَلاًّ".

وثانيها: أن بعض هذا الحديث رواه [١٥/ب] أبو الخَير مَرثَد بن عبد الله اليَزَنِي، عن الدَّيلَمِي، ولم يُسمه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر ما ذكره ضَمرَة بن رَبِيعَة في حديثه من إتيان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ برأس الأَسوَد العنسِي، فدل ذَلِكَ عَلِي توهين رواية ضَمرَة فيما رواه، وتقويه رواية من خالفه حيث لم يذكروا ما ذكره.

أخبرنا أبو القاسِم البَغَوِي، حدثنا أَحمَد، يَعنِي ابن حَنبَل، حدثنا الضَّحاك بن مَخلَد، حدثنا عبد الحَمِيد بن جَعفَر، حدثنا يَزِيد بن أبي حَبِيب، حدثنا مَرثَد بن عبد الله اليَزَنِي، حدثنا الدَّيلَمِي، أنه سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَقالَ: إنا بأرض باردة نستعين بشراب لَنا يعمل من القمح، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "أفيسكر قال: نعم، قال: "لا تشربوه قال: ثم عاد، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "أيسكر قال: نعم، قال: "فلا تشربوه قال: ثم عاد، فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "أيسكر؟ قال: نعم، قال: "لا تشربوه قال: إنهم لا يصبرون عنه، قال: "فمن لم يصبر عنه فاقتلهم".

أخبرنا أبو القاسِم البَغَوِي، حدثنا أَحمَد، يَعنِي ابن حَنبَل، حدثنا عبد الكَبِير بن عبد المَجِيد أبو بَكر الحَنَفِي، حدثنا عبد المَجِيد بن جَعفَر، عن يَزِيد بن أبي حَبِيب، عن مَرثَد بن عبد الله اليَزَنِي، أن دَيلَمًا أخبرهم، أنه سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقالَ:

⦗٢٠٧⦘

يا رَسُولَ اللهِ إنا ببلد بارد، وإنا نشرب شرابًا نتقوى به، فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ [١٦/أ]: "فهل يُسكر قال: نعم، قال: "لا تشربوه قال: فإنهم لن يصبروا عنه، قال: "فمن لم يصبر عنه فاقتلوه".

وثالثها: أن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ذكر خروج العنسِي صاحب صَنعاء، ومُسَيلِمَة صاحب اليَمامَة بعده صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، لا في حياته، عَلَيهِ السَّلَام.

ولصحة ما ذكرته:

أخبرنا أبو بَكر عبد الله بن سُلَيمان بن الأَشعَث السِّجِستانِي ببَغداد، حدثنا أَحمَد بن صالِح، حدثنا ابن وَهب قال: سمعت عَمروا، يَعنِي ابن الحارِث، يُحَدِّثُ عن ابن أبي هِلَال، أنه بلغه، أن مُسَيلِمَة الكَذاب، لعنه الله، كتب إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: من مُسَيلِمَة رَسُول الله، إلى محمد رسول الله، سَلَاّم عليك، أما بعد، فإن لَنا نصف الأرض، ولقُرَيش نصفها، ذَلِكَ بأنهم قوم لا يعدلون، فكتب إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "من محمد رسول الله، إلى مُسَيلِمَة الكَذاب، أما بعد، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين".

قال ابن أبي هِلَال: فأَخبَرَنِي سعيد بن زِياد، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرَّحمَن، ورجل، عن نافِع بن جُبَير، عن عبد الله بن عَباس، أن مُسَيلِمَة قدم في جيش عظيم، حَتَّى نزل في نخل بنت الحارِث، فبلغ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أنه يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، فأقبل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ليس معه إلا ثابِت بن قَيس بن شماس وفي يده جريدة، حَتَّى وقف [١٦/ب] عليه، فَقالَ: لو أنك سألتني هذا ما أعطيتك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وهذا ثابِت بن قَيس يجيبك عني، وإني لأحسبك الَّذِي أريتُ فيه ما أريت، قال ابن عَباس: فطلبت رؤيا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فحدثنِي أبو هُرَيرَة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال: بينا أنا نائم، أريت كأني في يدي سوارين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحي إلي أن انفخهما، فنفختهما، فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان بعدي العنسِي صاحب صَنعاء، ومُسَيلِمَة صاحب اليَمامَة.

⦗٢٠٨⦘

أخبرنا أَحمَد بن عُمَير، حدثنا إِبراهِيم، يَعنِي ابن سعيد الجَوهَرِي، حدثنا أبو اليَمان، حدثنا شُعَيب بن أبي حَمزَة، وإِسماعِيل بن عَياش، قالا: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي حُسَين، حدثنا نافِع بن جُبَير، عن ابن عَباس قال: قدم مُسَيلِمَة الكَذاب عَلَى عَهدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ المَدِينَة، فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، وقدمها في بشر كثير من قومه، فأقبل إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ومعه ثابِت بن قَيس بن شماس، وفي يد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قطعة جريدة، حَتَّى وقف على مُسَيلِمَة وأصحابه، فَقالَ: لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولم تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني أراك الَّذِي أريت فيه ما أريت، وهذا ثابِت يجيبك عني، ثم انصرف عنه.

أخبرنا أَحمَد بن عُمَير، حدثنا عقبة، حدثنا إِبراهِيم، يَعنِي ابن سعيد [١٧/أ] الجَوهَرِي، حدثنا أبو اليَمان، حدثنا شُعَيب بن أبي حَمزَة، وإِسماعِيل بن عَياش، قالا: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي حُسَين، حدثنا نافِع بن جُبَير، عن ابن عَباس، حدثنِي أبو هُرَيرَة، أن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال: "بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فهمني شأنهما فأوحي إلي في المنام أن انفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كَذابين يخرجان بعدي فكان أحدهما العنسِي صاحب صَنعاء، والآخر مُسَيلِمَة صاحب اليَمامَة.

ورابعها: أن الأَسوَد بن كَعب العنسِي، قتل سنة إحدى عشرة في عهد أبي بَكر، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، قتله فَيرُوز الدَّيلَمِي، ولصحة ذَلِكَ:

أخبرنا أبو العباس الثَّقَفِي، حدثنا محمد بن رافِع، حدثنا محمد بن الحَسَن بن أتش، أَخبَرَنِي النُّعمان بن الزُّبَير الصَّنعانِي، عن أبي صالِح الأَحمُسِي، عن مُرٍّ المُؤَذِّن قال: خرجت مع فَيرُوز الدَّيلَمِي، فدفع إليَّ بعيرًا عليه حمل وَرس، فلما كان من المَدِينَة على ليلتين ندّ البعير بما عليه، فضربني ضربتين بالسوط، فلما قدمنا المَدِينَة أتيت عُمَر بن الخَطاب، رضى الله عنه، فذكرت ذَلِكَ له، قال فَيرُوز: فلما

⦗٢٠٩⦘

دخلتُ على عُمَر قال جبار يأخذ الجَبارين بأخد كسرى وباذان، قال: أتدري من هذا؟ هذا فَيرُوز قاتل الكَذاب.

حدثنِي أبو عبد الله محمد بن أَحمَد الأَصبَهانِي، حدثنا الحَسَن، يَعنِي ابن عَلي بن ماهان الفارِسِي، حدثنا أَحمَد، يَعنِي ابن مَهدِي، حدثنا محمد، يَعنِي ابن سَعد، حدثنا محمد، يَعنِي ابن عُمَر الواقِدِي، [١٧/ب] قال: سنة إحدى عشرة فيها بويع لأبي بَكر يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، وفيها قُتِلَ الأَسوَد بن كَعب العنسِي.

حدثنا محمد بن عِيسى، حدثنا مُوسى، حدثنا خَلِيفَة، حدثنا عَلِي، يَعنِي ابن محمد المَدائِنِي، عن يَعقُوب بن داوُد الثَّقَفِي، قال: سألت أشياخنا بصَنعاء عن مقتل العنسِي، فقالوا: كنا نسمع آباءنا يذكرون أن داذَوَيه، وقَيسًا، وفَيرُوزا دخلوا عليه، فحطم فَيرُوز عنقه فقتله، ويقال: قتله قَيس بن مكشوح.

حدثنا محمد بن عِيسى، حدثنا مُوسى، أخبرنا خَلِيفَة، قال: قال لي عَلي بن محمد، يَعنِي المَدائِنِي، عن عُثمان بن عبد الرَّحمَن، عن الزُّهرِي، قال: دخل عليه فَيرُوز، وداذَوَيه، وقَيس.


(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (٩)، والنسائي (٥٧٨٢)، وفي "الكبرى" (٥٤٣٩)، والطبراني في "المعجم الكبير" ١٨/ ٣٢٩ (٨٤٦)، وفي "مسند الشاميين" (٨٧٠).
(٢) سقط قوله: "عن أبيه" من (ص)، وانظر ما قبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>