للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥٠ - أبو أُمامَة إِياس بن ثَعلَبَة، الحارِثِي، الأَنصارِي، المَديني:

له صُحبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

وهو ابن أخت أبي بُردَة بن نَيار.

لما هم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بالخروج إلى بَدر، أجمع الخروج معه (١)، فأمره بالمقام على أمه، فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ من بَدر وقد توفيت، فصلى عليها.

ويُقال: ابن سَهل، ولا يصح ذَلِكَ.

⦗٢٨٥⦘

رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أحاديث:

أحدها: "مَنِ اقتَطَعَ مالَ أَخِيهِ بِيَمِينِهِ".

والثاني: "البَذاذَةُ مِنَ الإِيمانِ".

والثالث: "أَنَّ النَّبِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى أُمِّهِ بَعدَ ما دُفِنَت".

وميز خَلِيفَة بن خَياط في كتاب "الطبقات" (٢) بين الراوي لخبر اليمين، وبين الراوي للخبرين الآخرين، وجعلهما اثنين، وقال في نِسبَةِ الراوي لخبر اليمين: "ابن سَهل، أحد بَنِي حارِثَة"، وسمي أبا أُمامَة إِياس بن ثَعلَبَة في روايته الخبرين الآخرين.

وأصاب عندي في تسميته إِياس، ونسبته إلى أبيه ثَعلَبَة، وأخطأ في نسبته لما ذكر حديث اليمين إلى سَهل، وتمييزه بينهما، والراوي لها كلها واحد.

وأبو أُمامَة بن سَهل هو ابن حُنَيف (٣) الَّذِي بعد هذا أخرجته ملخصًا بنسبته وكنيته (٤).

ومن الدليل على صحة ما ذكرته: ما أخبرنا أبو القاسِم البَغَوِي، حدثنا عَباس، يَعنِي ابن الوَلِيد النَّرسِي، حدثنا عِيسى، يَعنِي ابن يُونُس، عن الوَلِيد بن كَثِير مولى لبني مَخزُوم من أهل المَدِينَة، قال: حدثنِي محمد بن كَعب بن مالِك، عن أخيه عبد الله بن كَعب، أن أبا أُمامَة الحارِثِي حدثه، أن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال: "ما مِن رَجُلٍ يَقتَطِعُ حَقّ امرئ مُسلِم بِيَمِينِهِ، إِلَاّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الجَنَّةَ، وَأَوجَبَ لَهُ النارَ"، قالُوا: يا رَسُولَ اللهِ، وَإِن كانَ شَيئًا يَسِيرًا؟ قال: "وإن كان (٥) سِواكًا مِن أَراكٍ".

حدثنا محمد بن عِيسى، أخبرنا مُوسى، يَعنِي ابن زَكَرِيا التُّستَرِي، أخبرنا خَلِيفَة، يَعنِي ابن خَياط قال (٦): أبو أُمامَة إِياس بن ثَعلَبَة، روى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قالَ:

⦗٢٨٦⦘

"البَذاذَةُ مِنَ الإِيمانِ"، و"صَلَّى عَلَى أُمِّهِ بَعدَ ما دُفِنَت".

وأبو أُمامَة بن سَهل، أحد بَنِي حارِثَة، سمع النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا يَقتَطِعُ الرجل مال أَخِيهِ بِيَمِينِهِ إِلَاّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الجَنَّةَ".

أخبرنا أبو بَكر محمد بن إِسحاق بن خُزَيمَة (٧)، حدثنا بُندار، يَعنِي محمد بن بَشار، حدثنا عبد الله بن حُمران، حدثنا عبد الحَمِيد، يَعنِي ابن جَعفَر، أخبرنا عبد الله بن ثَعلَبَة، أنه أتى (٨) عبد الرَّحمَن بن كَعب بن مالِك، فقال من هذا؟ قلت: عبد الله بن ثَعلَبَة، قال: أخو بَنِي حارِثَة؟ قلت: نعم، وختن جُهَينَة؟ قلت: نعم، قال: هل سمعت أباك يُحَدِّثُ بحديث سمعته منه يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟ قلت: لا أدري، قال: سمعت أباك يقول: سَمِعتُ رَسُولَ /٤٩ أ/ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يقول: "مَنِ اقتَطَعَ مالَ مُسلِم بِيَمِينٍ كاذِبَةٍ كانَت نُكتَةٌ سَوداءُ فِي قَلبِهِ لَا يُغَيِّرُها شَيءٌ إِلَى يَومِ القِيامَةِ".

قال محمد بن إِسحاق بن خُزَيمَة: ثم ذكر بُندار الحديث.

أخبرنا أبو العباس الثَّقَفِي، حدثنا يَحيَى بن محمد بن أَعيُن المَروَزِي، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن المُبارَك، حدثنا أُسامَة بن زَيد، عن عبد الله بن أبي أُمامَة الحارِثِي، عَن أَبِيهِ، قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "البَذاذَةُ مِنَ الإِيمانِ".

وأخبرنا أبو العباس الثَّقَفِي، حدثنا جَعفَر بن هاشِم، حدثنا عبد الله بن رَجاء.

وأخبرنا أبو حاتِم مَكِّي بن عَبدان، حدثنا محمد، يَعنِي ابن يُونُس السَّرَخسِي، حدثنا عبد الله بن رَجاء (٩)، حدثنا سعيد، يَعنِي ابن سَلَمَة بن أبي الحُسام، قال: حدثنِي صالِح بن كَيسان، أن عبد الله بن أبي أُمامَة أخبره، أن أبا أُمامَة كان يقول: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ البَذاذَةَ مِنَ الإِيمانِ، إِنَّ البَذاذَةَ مِنَ الإِيمانِ، إِنَّ البَذاذَةَ مِنَ الإِيمانِ".

⦗٢٨٧⦘

هذا حديث مَكِّي.

وفي حديث الثَّقَفِي: أخبرنا سعيد بن سَلَمَة، حدثنا صالِح بن كَيسان، وقال أيضًا: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "البَذاذَةُ مِنَ الإِيمانِ، ثلاثًا"، والباقي مثله سواء.

وحدثنِي محمد بن صالِح بن هانِئ، حدثنا الحُسَين، يَعنِي ابن محمد، حدثنا عَمرو بن عَلِيٍّ، حدثنا عبد الرَّحمَن بن مَهدِي، قال: حدثنِي عبد الله بن المُنِيب المَدَنِي، عَن جَدِّهِ عبد الله بن أبي أُمامَة (١٠)، عَن أَبِيهِ أبي أُمامَة بن ثَعلَبَة قال: لما هَمَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بالخروج إلى بَدر، أجمع الخروج معه، فقال له خاله أبو بُردَة بن نَيار: أقم على أمك، قال: بل أنت، فأقم على أختك، فذكر ذَلِكَ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فأمر أبا أُمامَة بالمقام، وخرج أبو بُردَة، فرجع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وقد توفيت، فصلى عليها.

وحدثنِي محمد بن صالِح بن هانِئ، حدثنا الحُسَين، يَعنِي ابن محمد، حدثنا محمد بن بَشار، حدثنا عبد الله بن حُمران، حدثنا عبد الحَمِيد بن جَعفَر، حدثنا عبد الله بن ثَعلَبَة، أنه أتى عبد الرَّحمَن بن كَعب بن مالِك، وهو أعمى يقاد، فسلمت عليه، فَقالَ: من هذا؟ قال عبد الله بن ثَعلَبَة، قال: أخو بَنِي حارِثَة؟ قلت: نعم (١١)، قال: سمعت أباك يحدث عَنِ النَّبِيِّ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ (١٢)؟ قلت لا أدري، قال: سمعت أباك يقول: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يقول: "مَنِ اقتَطَعَ مالَ مُسلِم بِيَمِينٍ كاذِبَةٍ كانَت نُكتَةٌ سَوداءُ فِي قَلبِهِ، لَا يُغَيِّرُها شَيءٌ إِلَى يَومِ القِيامَةِ"، وسمعت أباك سمع النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يقول: "إِنَّ البَذاذَةَ مِنَ الإِيمانِ". يَعنِي التقشف.

قال محمد بن صالِح: قال أبو عَلِيٍّ، يَعنِي الحُسَين بن محمد: هذا عبد الله بن أبي أُمامَة بن ثَعلَبَة، نَسَبَهُ إلى جده.


(١) سقط "معه" من (م).
(٢) "طبقات خَلِيفَة بن خَياط" (صفحة ١٧٦).
(٣) في (ز): "وأبو أُمامَة بن سَهل بن حُنَيف".
(٤) في (ز): "بنسبته واسمُه وكنيته".
(٥) قوله: "شَيئًا يَسِيرًا؟ قال: "وإن كان" ألحق في هامش (م)، وعليه علامة التصحيح.
(٦) "طبقات خَلِيفَة بن خَياط" (صفحة ١٧٦).
(٧) في (ز): "أخبرنا أبو بَكر بن خُزَيمَة".
(٨) في (م): "حدثنا عبد الرَّحمَن بن كَعب بن مالِك".
(٩) في (ز): "يَعنِي ابن رَجاء".
(١٠) في (ز): "عبد الله بن المُنِيب، الَّذِي حدث عَن جَدِّهِ عبد الله بن أبي أُمامَة".
(١١) قوله: "نعم" ثابِت في (ز)، وهو ملحق في هامش (م).
(١٢) في (ز): "يُحَدِّثُ بحديث سمعته يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ".

<<  <  ج: ص:  >  >>