للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

باب أبي حَكِيم

٢٠٠٣ - أبو حَكِيم، ويقال: أبو عَمرو النُّعمان بن مُقَرِّن بن عائِذ بن مُنَجا ابن هجير بن نَصر بن حَبَشِيَّة بن كَعب بن عبد بن ثَور بن هُذَمة بن لاطم بن عُثمان، وهو مُزَينَة بن عَمرو بن أد بن طابخة، المُزَنِي:

له صُحبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

نزل البَصرَة، وله بها دار، وتحول إلى الكُوفَة، وعِدادُهُ في أهلها.

استشهد بِنَهاوَند، وهو أمير الجيش سنة إحدى وعشرين، فنعاه عُمَر بن الخَطاب على المنبر. ولما جاء نعيه وضع يده على رأسه يبكي، رِضوان الله عليهما.

أخبرنا أبو العباس الماسَرجَسي، حدثنا شَيبان، يَعنِي ابن فَرُّوخ الأُبُلِّي، حدثنا حَماد بن (١) سَلَمَة، عن أبي عِمران الجَونِي.

وأخبرنا أبو العباس الثَّقَفِي، واللفظ له، قال (٢): حدثنا عُبَيد الله بن سعيد أبو قُدامَة، حدثنا بَهز بن أَسَد، وقرأت عليه، قال (٣): حدثنا حَماد بن سَلَمَة، حدثنا أبو عِمران الجَونِي، عن عَلقَمَة بن عبد الله المُزَنِي، عن مَعقِل بن يَسار، أن عُمَر بن الخَطاب شاور الهُرمُزان في فارِس وأَصبَهان وأَذرِبِيجان، فَقالَ: إن أَصبَهان الرأس، وفارِس، وأذربيجان جناحان، فإن قطعت أحد الجناحين نأى الرأس للجناح الآخر، وإن قطعت الرأس وقع الجناحان، فابدأ بالرأس، فدخل المَسجِد، فإذا هو بنُعمان بن مُقَرِّن - قال بَهز: كذا قال: بنُعمان بن مُقَرِّن - يصلي، فقعد إلى جَنبِه، فلما قضى صلاته، قال: ما أراني إلا مستعملك، قال: أما جابيًا فلا، ولكن غازيًا، قال: فإنك غازيًا. قال فوجهه، وكتب إلى أهل الكُوفَة أن يمدوه، ومعه الزُّبَير بن العوام، وعَمرو بن مَعدِي كَرِب، وحُذَيفَة، وابن عُمَر، والأَشعَث بن قَيس، قال: فأرسل النُّعمان، المُغِيرَة بن شُعبَة إلى ملكهم، وهو يقال له: ذو الحاجِبين، فقطع إليهم نهرهم، فقيل لذي الحاجِبين: أنَّ رَسُولَ العرَب هاهنا، فشاور أصحابه، فَقالَ:

⦗٣٤⦘

ما ترون، نقعد له في بهجة الملك وهيئته، أم نقعد له في هيئة الحَرب، فقالوا: لا، بل اقعد له في بهجة الملك، قال: فقعد على سريره، ووضع التاج على رأسه، وأقعد ابناء الملوك سماطين عليهم القرطة وأساورة الذهب والديباج، قال: قأذن للمُغِيرَة، فأخذ بضبعيه رجلان، ومعه رمحه وسيفه، قال: فجعل يطعن برمحه في بسطهم يخرقها ليتطيروا، حَتَّى قام بين يديه، فجعل يكلمه وترجمان يترجم بينهما، فقال ملكهم: إنكم مَعاشِرَ العرَب أصابكم جوع وجهد فجئتم، إن شئتم مرناكم ورجعتم. قال: فتكلم المُغِيرَة، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إنا مَعشَر العرَب كنا يطأنا الناس ولا نطأهم، ونأكل الكِلَاب والجِيَف، وإن الله ابتعث مِنا نبيًّا، أَوسطنا حسبًا، وأصدقنا حديثًا، فأخبرنا /١٥٩ ب/ بأشياء فوجدناها كما قال، وإنه وعدنا فيما وعدنا أنا سنملك ما هاهنا، ونغلب عليك، وإني لأرى هاهنا بَزَّة وهيئة ما من خلفي بتاركيها حَتَّى يصيبوها، فقالت لي نفسي: لو جمعت جراميزك، فوثبت، فقعدت مع العلج على سريره حَتَّى يتطير، فوثبت وثبة، فإذا أنا معه على سريره، قال: فجعل يطئوني بأرجلهم، ونحوني بأيديهم، فقلت: إنا لا نفعل هذا برسلكم، إن كنتُ عجزتُ واستحمقتُ فلا تؤاخذوني، فإن الله لا يفعل بنا هذا، فقال الملك: إن شئتم قطعنا إليكم، وإن شئتم قطعتم إلينا، قلت: بل نحن نقطع إليكم، فقطعنا إليهم، فسلسلوا كل خمسة ستة سبعة (٤) في سلسلة حَتَّى لا يفروا، قال: فعبرنا إليهم فصاففناهم فرشقونا حَتَّى أسرعوا فينا، قال المُغِيرَة للنُعمان: إنه قد أسرع في الناس قد جرحوا قد أسرع إليهم، فلو حملت، قال: إنك لذو مناقب، وقد شهدت مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، ولكني شهدت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فكان إذا لم يقاتل أول النهار انتظر حَتَّى تزول الشَّمس وتهب الرِّياح وينزل النَصر، ثم قال: إني هاز لوائي ثلاث هزات، أما أول هزة فليقض الرجل حاجته وليتوضأ، وأما الثانية فنظر كل (٥) رجل إلى شسعه ورم من سلاحه، فإذا هززت الثالثة فاحملوا، ولا يلوين أحد على أحد، وإن قتل النُّعمان فلا

⦗٣٥⦘

يلوين عليه أحد، وإني داعي الله بدعوة فأقسمت على كل امرئ منكم لما أمن عليها، فَقالَ: اللهم ارزق النُّعمان اليوم شهادة في نَصر، وفتح عليهم، فأمن القوم فهز ثلاث هزات، ثم نثل درعه، وحمل (٦)، وحمل الناس، فكان أول صريع، رحمه الله، قال مَعقِل: فأتيت عليه، فذكرت عزمته، فلم ألو عليه، وأعلمت عليه، حَتَّى أعرف مكانه، قال: فجعلنا إذا قتلنا الرجل شغل عنا أصحابه، قال: ووقع ذو الحاجِبين عن بغلته، وشق بطنه، قال: وهزمهم الله، قال: فأتيت النُّعمان ومعي أداوة، فجعلت أغسل عن وجهه التراب، فَقالَ: من أنت؟ قلت: مَعقِل بن يَسار، قال: ما فعل الناس؟ قلت: فتح الله عليهم، قال: لله الحمد، اكتبوا بذاكم إلى عُمَر، وفاضت نفسه، رحمه الله، قال: واجتمع الناس إلى الأَشعَث بن قَيس، قال: فبعثوا إلى أم ولده، هل عهد إليك النُّعمان؟ أعندك كتاب؟ قالَت: سَفطٌ هاهنا فيه كتاب، فأخرجوه، فإذا فيه: فإن قتل النُّعمان ففلان، فإن قتل فلان ففلان.

قال بَهز: سمعت حَماد بن سَلَمَة يقول: قال عَلي بن زَيد: حدثنا أبو عُثمان، قال: ذهبت بالبَشارة إلى عُمَر، فَقالَ: ما فعل النُّعمان؟ قلت: قتل، قال: ما فعل فلان؟ قلت: قتل، وفي ذَلِكَ يسترجع، قلت: وآخرون لا نعلمهم؟ قال: قلت لا أعلمهم، لكن الله يعلمهم.

قال بَهز: وسمعت /١٦٠ أ/ حَمادا يقول: قال حَبِيب بن الشَّهِيد: قال ابن سِيرِين: فوالله ما وصلنا كنفيه حَتَّى ضرب في القوم، قال بَهز: يَعنِي النُّعمان، ولم يذكر شَيبان في حديثه قصة أبي عُثمان النَّهدِي، ولا قصة ابن سِيرِين.

حدثنا محمد بن عِيسى، أخبرنا مُوسى، يَعنِي ابن زَكَرِيا، أخبرنا خَلِيفَة، يَعنِي ابن خَياط، قال (٧): النُّعمان بن مُقَرِّن، يُكنَى أبا حَكِيم.

هكذا حدثنا به في ذكر الصَّحابَة الَّذِينَ هم من مُزَينَة، وحدثنا بذكره في جملة الصَّحابَة الَّذِينَ نزلوا الكُوفَة.

⦗٣٦⦘

وَكَناهُ أبا عَمرو، ولست أرى ذكر أبي حَكِيم لكنية النُّعمان إلا وهمًا، والله أعلم.


(١) في (ز): "يَعنِي ابن سَلَمَة".
(٢) لفظة "قال" من (ز).
(٣) لفظة "قال" من (ز).
(٤) سقط "سبعة" من (ز).
(٥) سقط "كل" من (ز).
(٦) في (ز): "ثم حمل".
(٧) "طبقات خَلِيفَة بن خَياط" (صفحة ٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>