للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٤٠٥ - أبو الرَّبِيع عبد الله بن ثابِت، الأَنصارِي:

له صُحبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

عِدادُهُ في أهل الحِجاز.

مات قبل النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

أخبرنا أبو القاسِم البَغَوِي، حدثنا مُصعَب، يَعنِي ابن عبد الله الزُّبَيري، قال: حدثنِي مالِك، يَعنِي ابن أَنَس، عَن عَبدِ اللهِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ جابِرِ بنِ عَتِيكٍ، عَن عَتِيكِ بنِ الحارِثِ بنِ عَتِيكٍ، وَهُوَ جَدُّ عَبدِ اللهِ بنِ عَبدِ اللهِ أَبُو أُمِّهِ، أَنَّهُ أَخبَرَهُ أَنَّ جابِرَ بنَ عَتِيكٍ، أَخبَرَهُ - قالَ مُصعَبٌ: سَقَطَ مِن كِتابِي جابِرُ بنُ عَتِيكٍ، وَثَبَّتَنِي فِيهِ غَيرُ واحِدٍ مِن أَصحابِنا - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ جاءَ يَعُودُ عَبدَ اللهِ بنَ ثابِتٍ، فَوَجَدَهُ قَد غُلِبَ، فَصاحَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ، فَلَم يُجِبهُ (١)،فاستَرجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ، وَقالَ: غُلِبنا عَلَيكَ يا أَبا الرَّبِيعِ، فَصاحَ النِّسوَةُ، وَبَكَينَ فَجَعَلَ ابنُ عَتِيكٍ يُسَكِّتُهُنَّ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: دَعهُنَّ، فَإِذا وَجَبَ، فَلَا تَبكِيَنَّ باكِيَةٌ، قالُوا: وَما الوُجُوبُ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: إِذا ماتَ، قالَتِ ابنَتُهُ: واللهِ /١٩٣ أ/ إِن كُنتُ لأَرجُو أَن تَكُونَ شَهِيدًا، فَإِنَّكَ قَد كُنتَ قَضَيتَ جَهازَكَ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ: إِنَّ اللهَ قَد أَوقَعَ أَجرَهُ عَلَى قَدرِ نِيَّتِهِ، وَما تَعُدُّونَ الشَّهادَةَ؟ قالُوا: القَتلُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ: الشَّهادَةُ سَبعٌ سِوَى القَتلِ فِي سَبِيلِ اللهِ: المَطعُونُ شَهِيدٌ، والغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصاحِبُ ذاتِ الجَنبِ شَهِيدٌ، والمَبطُونُ شَهِيدٌ، وَصاحِبُ الحَرِيقِ شَهِيدٌ، وَصاحِبُ الهَدمِ شَهِيدٌ، والمَرأَةُ تَمُوتُ بِجُمعٍ شَهِيدَةٌ.

حدثنا محمد بن عِيسى، أخبرنا مُوسى بن زَكَرِيا، أخبرنا خَلِيفَة، يَعنِي ابن

⦗٢٣٩⦘

خَياط، قال في تسمية الصحابة (٢): ومن الأَنصار ممن لم يحفظ لنا نَسَبَهُ إلى أقصى آبائه: عبد الله بن ثابِت، روى: جاء عمر بِجَوامِعِ التَّوراةِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: لَو أَنَّ مُوسى أَصبَحَ فِيكُم ثُمَّ اتَّبَعتُمُوهُ وَتَرَكتُمُونِي لَضَلَلتُم.

أخبرنا محمد بن سُلَيمان، حدثنا محمد، يَعنِي ابن إِسماعِيل البُخارِي، قال في باب العبادلة من الصحابة (٣): عبد الله بن ثابِت، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قاله جابِر، عن الشَّعبِي، ولم يصح. وقال مُجالِد، عن الشَّعبِي، عن جابِر، أن عُمَر جاء بكتاب مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

أخبرنا أبو عَرُوبَة السُّلَمِي، حدثنا سَلَمَة، يَعنِي ابن شَبِيب، حدثنا عبد الرَّزاق، عن جابِر، عن الشَّعبِي، عن عبد الله بن ثابِت، قال: جاء عُمَر بن الخَطاب إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَقالَ: إِنِّي مَرَرتُ بِأَخٍ لِي مِن بَنِي قُرَيظَةَ، فَكَتَبَ لِي جَوامِعَ مِنَ التَّوراةِ، أَفَلَا أَعرِضُها عَلَيكَ؟ فَتَغَيَّرَ وَجهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قالَ عَبدُ اللهِ: فَقُلتُ: مَسَخَ اللهُ عَقلَكَ، أَلَا تَرَى ما بِوَجهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قالَ: والَّذِي نَفسُ محمدٍ بِيَدِهِ، لَو أَصبَحَ فِيكُم مُوسى، ثُمَّ اتَّبَعتُمُوهُ وَتَرَكتُمُونِي لَضَلَلتُم، إِنَّكُم حَظِّي مِنَ الأُمَمِ وَأَنا حَظُّكُم مِنَ النَّبِيِّينَ (٤).

أخبرنا أبو عَرُوبَة السُّلَمِي في عَقِبِه، حدثنا أبو الحُسَين، يَعنِي أَحمَد بن سُلَيمان الرُّهاوِي، حدثنا مُعاوِيَة، يَعنِي ابن هِشام، حدثنا سُفيان، عن جابِر، عن الشَّعبِي، عن عبد الله بن يَزِيد الأَنصارِي، قال: جاء عُمَر إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قال أبو عَرُوبَة بِمِثلِهِ.

لا أعرف من الصحابة أحدًا اسمه عبد الله بن ثابِت غير الأَنصارِي. وقد بينا في حديث مالِكٍ، عَن عَبدِ اللهِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ جابِرِ بنِ عَتِيكٍ، عَن عَتِيكِ بنِ الحارِثِ، عن جابِر بن عَتِيك، أنه مات قبل النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فإن صحت رواية عبد الرَّزاق، عن الثَّورِي، عن جابِر، عن الشَّعبِي، عن عبد الله بن ثابِت، وكان عبد الله بن ثابِت هو الأَنصارِي

⦗٢٤٠⦘

الَّذِي مات في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فرواية الشَّعبِي عنه مرسلة، لأَنَّ الشَّعبِي لم يدرك تلك الأيام، وإن لم تصح رواية عبد الرَّزاق، عن الثَّورِي، فالأشبه بالمحفوظ من حديث الثَّورِي رواية مُعاوِيَة بن هِشام عنه، إذ قال: "عن الشَّعبِي، عن عبد الله بن يَزِيد الأَنصارِي"، ولا يَسكُن القلب إلى واحدة من الروايتين لعدم متابع تابع جابِر الجُعفِي عليه، ورواية جابِر الجُعفِي كَلَا رواية، والله أعلم.


(١) ألحق في هامش (م) قوله: "فلم يجبه فاسترجع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ"، وعليه علامة التصحيح.
(٢) "طبقات خَلِيفَة" (صفحة ١٧٥)، والحديث أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (٥٣٦).
(٣) "التاريخ الكبير" للبخاري ٥/ ٣٩ (٦٨).
(٤) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (١٠١٦٤، ١٩٢١٣)، وأحمد (١٦١٠٧، ١٨٦٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>