للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٤٥ - أبو سُمَير حَكِيم بن خِذام، البَصرِي:

عن: أبي محمد سُلَيمان بن مِهران الكاهِلِي، وأبي عُمَر عبد المَلِك بن عُمَير القُرَشِي.

منكر الحديث.

رَوَى عنه: أبو الهَيثَم مُعَلَّى بن أَسَد العمِّي، وأبو سعيد عُبَيد الله بن عُمَر بن مَيسَرَة الجُشَمِي، وأبو جَعفَر محمد بن سُلَيمان بن حَبِيب الأَسَدِي، وأَحمَد بن المِقدام العِجلِي.

أَخبَرَنِي أبو الحَسَن عَلي بن عبد الله بن مُبَشِّر الواسِطِي، حدثنا أبو الأَشعَث، يَعنِي أَحمَد بن المِقدام، حدثنا أبو سُمَير حَكِيم بن خِذام، حدثنا الأَعمَش، عن إِبراهِيم بن يَزِيد التَّيمِي قال: "عَرَفَ عَلِيٌّ دِرعًا لَهُ مَعَ يَهُودِيٍّ، فَقال: يا يَهُودِيُّ، دِرعِي سَقَطَت مِنِّي يَومَ كَذا وَكَذا، فَقالَ اليَهُودِيُّ: ما أَدرِي ما تَقُولُ، دِرعِي وَفِي يَدِي، وَبَينِي وَبَينَكَ قاضي المُسلِمِينَ، فَلَما رَآهُ شُرَيحٌ، قامَ لَهُ عَن مَجلِسِهِ، وَجَلَسَ عَلِيٌّ، ثُمَّ أَقبَلَ عَلَى شُرَيحٍ فَقالَ: إِنَّ خَصمِي لَو كانَ مُسلِمًا جَلَستُ مَعَهُ بَينَ يَدَيكَ، وَلَكِنِّي سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يقول: لَا تُساوُوهُم فِي المَجلِسِ، وَلَا تَعُودُوا مَرضاهُم، وَلَا تُشَيِّعُوا جَنائِزَهُم، واضطَرُّوهُم إِلَى أَضيَقِ الطُّرُقِ، فَإِن سَبُّوكُم فاضرِبُوهُم، وَإِن ضَرَبُوكُم فاقتُلُوهُم. ثُمَّ قالَ: دِرعِي عَرَفتُها مَعَ هَذا اليَهُودِيِّ. فَقالَ شُرَيحٌ لِليَهُودِيِّ: ما تَقُولُ؟ قالَ: دِرعِي وَفِي يَدِي. فَقالَ شُرَيحٌ: صَدَقتَ واللهِ يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنَّها لَدِرعُكَ كَما قُلتَ، وَلَكِن لَا بُدَّ مِن شاهِدَينِ. فَدَعا قُنبُرًا فَشَهِدَ لَهُ، وَدَعا الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ فَشَهِدَ لَهُ، فَقالَ شُرَيحٌ: أَما شَهادَةُ مَولَاكَ لَكَ فَقَد أَجَزناكَ (١)،

⦗٢١٠⦘

وَأَما شَهادَةُ ابنِكَ لَكَ فَلَا أَرَى أَن أُجِيزُها. فَقالَ عَلِيٌّ: نَشَدتُكَ الله أَسَمِعتَ عُمَرَ بنَ الخَطابِ يقول: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يقول: إِنَّ الحَسَنَ والحُسَينَ سَيِّدا شَبابِ أَهلِ الجَنَّةِ؟ قالَ: اللَّهُمَّ نَعَم، قالَ: فَلَا تُجِيزُ شَهادَة شَبابِ أَهلِ الجَنَّةِ؟! واللهِ لَتَخرُجَنَّ إِلَي بانِقيا، فَلَتَقضِيَنَّ بَينَ أَهلِها أَربَعِينَ يَومًا، قالَ: ثُمَّ سَلَّم الدِّرعُ إِلَى اليَهُودِيِّ، فَقالَ اليَهُودِيُّ: أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَشَى مَعِيَ إِلَى قاضيه فَقَضَى عَلَيهِ، فَرَضِيَ بِهِ، صَدَقتَ واللهِ، إِنَّهُ (٢) لَدِرعُكَ سَقَطَت مِنكَ يَومِ (٣) كَذا وَكَذا، عَن جَمَلٍ لَكَ أَورَقٌ فالتَقَطتُّها، أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ، وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ، فقال عَلِيٌّ: هَذا الدِّرعُ لَكَ، وَهَذا (٤) الفَرَسُ لَكَ، وَفَرَضَ لَهُ فِي تِسعِ مِئَة، ثُمَّ لَم يَزَل مَعَهُ حَتَّى قُتِلَ يَومَ صِفِّينَ (٥).

هذا حديث منكر (٦).

وقد شَيَّعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ جارًا لَهُ يَهُودِيٌّ، وَنَهَى عَن قَتلِ المُعاهَدِ، فَضلاً عَنِ المُشرِكِ

⦗٢١١⦘

إِلَاّ بِحَقِّه.

وقد أخبرنا محمد بن سُلَيمان، حدثنا محمد بن إِسماعِيل (٧)، قال: حَكِيم بن خِذام أبو سُمَير البَصرِي، منكر الحديث، يرى القدر (٨).


(١) في (ز): "أجزناها".
(٢) في (ز): "إنها".
(٣) سقط "يوم" من (م).
(٤) في (ز): "وَهَذِهِ".
(٥) أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١٤٦٠).
(٦) كتب في حاشية (ز): "قال أبو عبد الله الحُسَين بن إِبراهِيم بن الحُسَين بن جَعفَر الجورقاني المعدل، وكان حافظًا: هذا حديث باطل، تفرد به أبو سُمَير، وهو منكر الحديث.
ثم قال في خلاف ذلك، وأتى بإسناده حديث الحَسَن بن عَمرو، عن مُجاهِد، عن جُنادَة بن أبي أُمَيَّة، عن عبد الله بن عَمرو قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: من قتل قتيلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا.
وقال هذا حديث صحيح أخرجه البُخارِي في "الصحيح" (٦٩١٤)، عن قَيس بن حَفص، عن عبد الواحِد، عن الحَسَن.
ثم أتى بحديثه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، أنه عاد جارًا له يهوديًّا، وقال: أخرجه البُخارِي (٥٦٥٧)، عن سُلَيمان بن حَرب، عن حَماد بن زَيد، وحَماد بن زَيد، عن ثابِت، عن أنس.
قال أبو الفرج الشافِعِي: كان أبا عبد الله قد خفي عليه أن البُخارِي لم بذكر جُنادَة بن أبي أُمَيَّة بين عبد الله ومُجاهِد، والصَّواب ذكر جُنادَة بينهما.
(٧) في (ز): "يَعنِي ابن إِسماعِيل"، والنص مخرج في "التاريخ الأَوسط" للبخاري (١٢٧٣).
(٨) كتب في (ز): "آخر الجزء وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النُصَير يتلوه إن شاء الله تعالي في الجزء الَّذِي يليه أبو سَودَة ربيع بن النُّعمان الغَنَوِي مولى بَنِي نَصر الكُوفِي، عن نُعَيم بن أبي هِند".

<<  <  ج: ص:  >  >>