رَوَى عنه: أبو زَكَرِيا يَحيَى بن أَيُّوب العابِد المَقابِرِي.
حدثنا أبو القاسِم البَغَوِي، حدثنا يَحيَى بن أَيُّوب، يَعنِي المَقابِرِي، قال: سمعت أبا الحَسَن، شَيخٌ من أهل البَصرَة، قال: كان ابن عَون /١٤٠ ب/ لا يستبين فيه الغضب، وكان أصحابه كأنهم يحبون أن يتبينوا فيه الغضب، وكانت له ناقة، وكان بها معجبًا، وقد حج عليها غير حجة، فبينما هو في طريق مَكَّة وقد ذهب لحاجة، إذ قام غلام له يعالج من الناقة شَيئًا، فضربها بشيء كان معه، ففقأ عينها، قال أصحابه: إن غضب يومًا من الدهر، غضب يومه هذا، فلما جاء قالوا: ما ترى الغلام فقأ عين الناقة، فنظر إليها، فما زاد على أن نظر إلى الغلام فقال له: بارك الله فيك، ثم أخذ قطنة فيها دهن، فجعله على عين الناقة، فلما قدموا مَكَّة ذهب فطاف، ثم رجع إلى المنزل وقد عي وعطش، فاستسقى الغلام، فقام سريعًا، فدعاه، فَقالَ: يا فلان، ما لي أراك مذ أصبت عين الناقة تخف في خدمتي خفة لم تكن تخفها، لعلك تتقيني، لا تتقيني بعد اليوم، وأنت حر لوجه الله، فاعتقه.