ويقال: نزل على سَعد بن خَيثَمَة، ثم تحول إلى دار أبي أَيُّوب خالِد بن زَيد، فأقام فيها سبعة أشهر، ثم تحول عنها، فأقام بالمَدِينَة عشر سنين.
وبُدِءَ وجع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في بيت مَيمُونَة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر.
وتوفي عَلَيهِ السَّلَامُ يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، ودفن يوم الثلاثاء حين زاغت الشمس، ويقال: ليلة الأربعاء.
ومات وهو ابن ثلاث وستين، وقال بعضهم: ابن خمس وستين.
ويقال: ولد عَلَيهِ السَّلَامُ يوم الاثنين، ونُبِّئَ يوم الاثنين، وخرج من مَكَّة مُهاجِرا إلى المَدِينَة يوم الاثنين، وقَدِمَ المَدِينَةَ يوم الاثنين، وقُبِضَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يوم الاثنين.
فأدرج في أكفانه، ثم وضع على سريره، ثم وضع على شفير حفرته، ثم كان الناس يدخلون عليه فوجًا فوجًا لا يؤمهم عليه أحد، لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كان إمامًا حيًّا وميًا، فكان أول من صلى عليه العباس بن عبد المُطَّلِب، وبنو هاشِم، ثم خرجوا، ثم دخل عليه المُهاجِرون، ثم الأَنصار، ثم الناس رفقاء رفقاء، فلما انقضى الرجال دخل عليه الصِّبيان صُفُوفًا، ثم النِّساء، ثم دفن عَلَيهِ السَّلَامُ.
ونزل في حفرته العباس بن عبد المُطَّلِب، وعَلي بن أبي طالِب، وقُثَم بن العباس، والفَضل بن عَباس، وشَقران، ويقال: كان أُسامَة بن زَيد، وأَوس بن خولي معهم.
وبني عليه في لحده اللبن، ويقال: بَنِي تسع لبنات عددًا.
ويقال: طرح في لحده شمل قطيفة كان يلبسها، فلما فرغوا من بناء اللحد، وخرجوا وأهالوا التراب على لحده، وجعل قبره مسطوحًا، ورش على قبره الماء رشًّا.
ويقال: نزل المُغِيرَة بن شُعبَة في قبره، عَلَيهِ السَّلَامُ، ولا يصح ذلك.
أَخبَرَنِي أبو اللَّيث سَلم بن مُعاذ بن سَلم التَّمِيمِي بدِمَشق، أخبرنا محمد، يَعنِي
⦗٦٤⦘
ابن عبد الله بن عبد الحَكَم، أخبرنا أَنَس، وهو ابن عِياض، عن داوُد بن قَيس، عن مُوسى بن يَسار، عن أبي هُرَيرَة، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قالَ: تَسَمَّوا بِاسمِي وَلَا تَكتَنُوا بِكُنيَتِي، أَنا أَبُو القاسِم (١).
(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٠٣٣٢)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٨٣٦).