.. وَكَذَا النَّبِي الْمُصْطَفى لم يُبْدِهِ ... بمقالة للنَّاس فِي إفهامه
من قَالَ فِي مُوسَى الكليم بِأَنَّهُ ... لما بدا بعتابه وخصامه
لِأَخِيهِ هَارُون النَّبِي معنفا ... لم لَا اتسعت وَذَاكَ من افهامه
إِن الْعِبَادَة صادفت من قومه ... فِي الْعجل عين الْحق فِي اقسامه
لَو كَانَ ذَلِك لم يحرق عجلهم ... وبنسفه فِي اليم محو نظامه
من قَالَ فِي أَيُّوب جهل صبره ... اذ لم يعجل باشتكاء سقامه
من قَالَ ان عَذَاب خلد ذوقه ... كنعيم خلد لذ فِي إلمامه
فِي حق كل الْكَافرين بأسرهم ... وَالْفرق رَأْي الْعين وصف قِيَامه
فَعَسَى يكون نصِيبه مَا قَالَه ... من وهمه يلقاه بعد حمامه
فَيرى خلاف فَسَاد وهم ظنونه ... نزع الشوى مِنْهُ وحطم عِظَامه
من جهل الرُّسُل الْكِرَام بأسرهم ... بمقاله فيهم وَسُوء مسامه
فشهادتاه هُوَ الخداع وَهَكَذَا ... حكم الصَّلَاة وَحكم وصف قِيَامه
يحمي بِهِ النَّفس الخبيثة خَائفًا ... من قَتلهَا كفرا لَدَى حكامه
جهل الشَّرَائِع والحقائق كلهَا ... هلك الَّذِي وَالَاهُ باستسلامه
خَابَ الْمُقَلّد غير مَعْصُوم وَقد أبدى خلاف الْحق فِي إيهامه ... من كَانَ مُتبع الرَّسُول فَحكمه
فِيهِ مكعصوم لفضل امامه ...