للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

القوى إلى القوى تلبيسًا على من يحدث، وغرورًا لمن يأخذ منه، ونصرًا لما يريد تأييده من الأقوال، مما لو سمى من سكت عن ذكره لكان ذلك علة ومرضًا في الحديث، فهذا رجل مجروح، وهذا فسق ظاهر، واجب اطراح جميع حديثه، صح أنه دلس فيه أو لم يصح أنه دلس فيه، وسواء قال: سمعت أو أخبرنا، أو لم يقل، كل ذلك مردود غير مقبول، لأنه ساقط العدالة، غاش لأهل الإسلام باستجازته ما ذكرناه، ومن هذا النوع كان الحسن بن عمارة وشريك بن عبد الله القاضي (١).

قلت: الذى يظهر لي أنه لا يصح وصف الحسن بن عمارة بتدليس التسوية، وإن كان وقع منه صورة تدليس التسوية في حديث أو حديثين، فلعل ذلك كان من شدة غفلته، وليس عن عمدٍ منه والله أعلم.

[٣٦ - الحسن بن مسعود أبو علي الدمشقي ابن الوزير]

ذكر الحافظ ابن حجر الحسن بن مسعود أبو علي الدمشقي ابن الوزير في المرتبة الثانية من المدلسين وقال: محدث مُكثر، مذكور بالحفظ، وصفه ابن عساكر بالتدليس، وقال: مات سنة ثلاثة أوربعين وخمسمائة (٢).

وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (٢/ ٨٠): الحسن بن مسعود بن الحسن بن علي المحدِّث، أبو علي بن الوزير الدمشقي رحل وأدرك حديث الطبراني.

قال ابن عساكر: فيه تسامح شديد، اشترى نسخة غير مسموعة بالمعجم الكبير للطبراني، فكان يحدثهم منها، وهي غير منقولة من أصل سماعه، ولا عورضت به، وكان يدلس عن شيوخه مالم يسمع منهم، مات بمرو سنة


(١) "الإحكام في أصول الأحكام" (١/ ١٨٥) (باب: "الكلام في الأخبار وهي السنن المنقولة").
(٢) "تعريف أهل التقديس" (ص ١٠٦ - ١٠٧).

<<  <   >  >>