قلت لكم قال عبد الله بن مسعود فهو عن جماعة من أصحابه عنه، وإذا سمعته من رجل واحد سميته لكم.
وذكر ابن عبد البر في "التمهيد"(١/ ٣٤) قول إبراهيم النخعي السابق، ثم قال: إلى هذا نزع من أصحابنا من زعم أن مرسل الإمام أولى من مسنده، لأن في هذا الخبر ما يدل على أن مراسيل إبراهيم النخعي أقوى من مسانيده، وهو لعمري كذلك، إلا أن إبراهيم ليس بعيار على غيره.
وقال ابن رجب في "شرح علل الترمذي"(١/ ٥٤٢): القول الثاني في المسألة: الاحتجاج بالمرسل. وحكاه الترمذي عن بعض أهل العلم، وذكر كلام إبراهيم النخعي أنه كان إذا أرسل فقد حدثه به غير واحد، وإن أسند لم يكن عنده إلا عمن سماه.
وهذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند، لكن عن النخعي خاصة فيما أرسله عن ابن مسعود خاصة.
وقال العلائي في "جامع التحصيل"(ص ١٤١. ١٤٢): إبراهيم بن يزيد النخعي أحد الأئمة، تقدم أنه كان يدلس، وهو أيضًا مكثر من الإرسال، وجماعة من الأئمة صححوا مراسيله كما تقدم، وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود.
وقال ابن حجر في "فتح الباري"(٤/ ١٧٥)(ح ١٩٤٥): إبراهيم النخعي لم يلق ابن مسعود، وانما أخذ عن كبار أصحابه.
فوصف إبراهيم النخعي بالتدليس فيه نظر، فلا ينبغي التوقف في عنعنته إذا صح سماعه من الشيخ الذى يروى عنه والله أعلم.
[١٠ - إسحاق بن راشد الجزري]
ذكر الحافظ ابن حجر إسحاق بن راشد الجزري في المرتبة الأولى من المدلسين وقال: كان يطلق حدثنا في الوجادة، فإنه حدث عن الزهري، فقيل له: أين لقيته؟ قال: مررت ببيت المقدس فوجدت كتابًا له، حكى ذلك