مع أن وصف الذهبي له بالتدليس إنما يقصد به الإرسال، فقد قال عنه:
يرسل كثيرًا ويدلس عن أبي بن كعب وعبادة بن الصامت وعائشة والكبار". اهـ وهذا هو الإرسال، فإنه لم يسمع من هؤلاء أصلًا (١).
قلت: كلام الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (١/ ١٠٧). قال الذهبي: مكحول عالم أهل الشام يرسل كثيراَ ويدلس عن أُبي بن كعب وعبادة بن الصامت وعائشة والكبار، وروى عن أبي أمامة الباهلي وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وعبد الرحمن بن غنم وأبي إدريس الخولاني وأبي سلام ممطور وخلق.
وقال الذهبي في "السير" (٥/ ١٥٥ - ١٥٦): مكحول عالم أهل الشام، يُكنى أبا عبد الله، أرسل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث، وأرسل عن عدة من الصحابة لم يدركهم، كأُبي بن كعب، وثوبان، وعبادة بن الصامت، وأبي هريرة، وأبي ثعلبة الخشني، وأبي جندل بن سهيل، وأبي هند الداري، وأم أيمن، وعائشة، وجماعة.
وروى أيضًا عن طائفة من قدماء التابعين، ما أحسبه لقيهم، كأبي مسلم الخولاني، ومسروق، ومالك بن يخامر. اهـ.
قلت: مم سبق يتبين أن قول الذهبي: يدلس عن أُبي بن كعب وعبادة وعائشة والكبار أي يرسل. والذهبي كان يطلق التدليس على الإرسال الخفي، وقد بينت ذلك في ترجمة "عبد الله بن زيد أبي قلابة الجرمي" من هذا الكتاب.
[١٦٠ - موسي بن عقبة]
قال برهان الدين ابن العجمي: في البخاري رواية موسى بن عقبة عن الزهري، وفى بعضها عنه: قال الزهري. قال الإمام أبو بكر الإسماعيلي: يقال إنه لم يسمع من الزهري شيئًا.