للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومالك بن سليمان الهروي قد ضعفه أربعة من العلماء، وتناقض فيه ابن حبان فذكره فى المجروحين وضعفه، وذكره فى الثقات وقال: ممن جمع وصنف، يخطئ كثيرًا، وامتحن بأصحاب سوء كانوا يقلبون عليه حديثه ويقرؤون عليه، فإن اعتبر المعتبر حديثه الذى يرويه عن الثقات ويروي عنه الأثبات مما بين السماع فيه لم يجدها إلا ما يشبه حديث الناس، على أنه من جملة الضعفاء أدخل إن شاء الله، وهو ممن أستخير الله عز وجل فيه.

فحمل ابن حبان المناكير التى فى رواياته عليه وعلى تلاميذه وعلى شيوخه الضعفاء الذين يدلس عنهم، ولم يصف أحد من العلماء الآخرين مالك بن سليمان بالتدليس.

وقد ضعف ثلاثة من العلماء مصعب بن سعيد المصيصي، وذكره ابن حبان فى الثقات وقال: ربما أخطأ، يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات وبين السماع فى خبره لأنه كان مدلسًا، وقد كف فى آخر عمره.

فحمل ابن حبان المناكير التى فى حديثه عليه وعلى شيوخه الضعفاء الذين يدلس عنهم، ولم يصفه غيره بالتدليس، إنما وصفوه بالضعف.

فمما سبق يتبين أن ابن حبان ذكر فى ثقاته عدد من الضعفاء ووصفهم بالتدليس، وحمل المناكير التى في رواياتهم إما على شيوخهم الضعفاء الذين دلسوا عنهم فقط وإما عليهم وعلى شيوخهم جميعًا، ولم يصب ابن حبان فى ذلك والله أعلم.

[١٧٧ - يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري]

قال الدكتور مسفر بن غرم الله الدميني: قال الحافظ ابن حجر: يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء.

وقال الهيثمي: وثقه ابن حبان، وهو مدلس.

قلت: لم أجد فى ترجمته ما يؤكد تدليسه إلا ما ذكره ابن معين حيث قال: حدث عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا قال: "من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود"، هذا كذب وباطل لا يحدث بهذا أحد يعقل. انتهى.

<<  <   >  >>