للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد انفرد ابن حبان -رحمه الله- بوصف يعقوب بالتدليس، والأئمة المتقدمون أجمعوا على تضعيف يعقوب بن عطاء، وخالفهم فى ذلك ابن حبان، فكأن ابن حبان حمل المناكير التى فى رواياته على أنه أخذها من غير الثقات ودلسهم، وخالفه الأئمة المتقدمون، فحملوا المناكير التى فى رواياته عليه وضعفوه، والقول عندي قولهم، ولا يصح وصف يعقوب بن عطاء بالتدليس.

وقد تكلم العلماء كلامًا شديدًا فى الحسن بن عمارة، وخالفهم ابن حبان ولم يحمل المناكير التى فى رواياته عليه، بل حملها على أنه دلسها عن قوم غير ثقات وأسقطهم.

وقد تكلم العلماء فى حسين بن عطاء بن يسار، واضطرب ابن حبان فيه، فذكره فى المجروحين وضعفه، وذكره أيضًا فى الثقات وقال: يخطئ ويدلس. فرأى ابن حبان فى الثقات أن الأخطاء التى تقع فى رواياته بعضها منه وبعضها من شيوخ غير ثقات يسقطهم الحسين من الإسناد.

ورأى ابن حبان أن عبد الله بن لهيعة حديثه صحيح من رواية العبادلة عنه، وحمل الأخطاء التى فى رواية العبادلة عنه على أن ابن لهيعة دلسها عن غير الثقات، والذى يظهر لي في حال ابن لهيعة أنه يعتبر به من رواية العبادلة عنه، فأحاديث عبد الله بن لهيعة من رواية العبادلة عنه لا يحتج بها، والحمل فيها على ابن لهيعة. انظر تفصيل ذلك فى البحث الذي قام به الشيخ طارق بن عوض الله حفظه الله فى حال عبد الله بن لهيعة فى كتابه "النقد البناء فى تخريج حديث أسماء فى كشف الوجه والكفين للنساء".

وعبد الله بن معاوية بن عاصم قد تكلم فيه أكثر العلماء، وذكره ابن حبان فى الثقات وقال: ربما خالف، يعتبر حديثه إذا بين السماع فى روايته. فحمل ابن حبان الأخطاء التى فى رواياته عليه وعلى شيوخه الضعفاء الذين يدلس عنهم، وخالفه باقي العلماء ولم يصفوه بالتدليس، وحملوا عليه فى الأخطاء التى فى رواياته.

<<  <   >  >>