للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال أبي: هذا حديث باطل - يعني بهذا الإسناد.

وروى ابن عدي في "الكامل" (٣/ ٣١) هذا الحديث من طريق خالد بن عمرو، ثم قال: وروى هذا الحديث أبو عبيد القاسم بن سلام عن خالد هذا، وروى عن محمد بن كثير عن الثوري مثله.

ثناه أبو المرزبان عن محمد بن أحمد بن برد عنه، ولا أدري ما أقول في رواية ابن كثير عن الثوري لهذا الحديث، فإن ابن كثير ثقة، وهذا الحديث عن الثوري منكر. وتعقبه الشيخ الألباني -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "الصحيحة" (ح ٩٤٤) فقال: قول ابن عدي أن ابن كثير ثقة فيه نظر، فقد ضعفه جماعة من الأئمة منهم الإمام أحمد، كما رواه عنه ابن عدي نفسه في ترجمته من "الكامل" (٢/ ٣٧٠)، ثم ختمها بقوله: "له أحاديث مما لا يتابعه أحد عليه"، فكيف يكون مثله عنده ثقة؟! فالظاهر أنه اشتبه عليه بمحمد بن كثير العبدي فإنه ثقة من رجال الشيخين، وقد قال الحافظ في ترجمة الصنعاني: صدوق كثير الغلط. اهـ.

ويؤيد ما ذهب إليه الشيخ الألباني أن الدارقطني نسب محمد بن كثير في الإفراد (٢١٣٥) مصيصيًا فقال: حديث "جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: دلني على عمل … الحديث. لم يروه عن الثوري عن أبي حازم غير خالد بن عمرو القرشي ومحمد بن كثير المصيصي.

[١٤٣ - محمد بن محمد بن سليمان الباغندي]

ذكر الحافظ ابن حجر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي في المرتبة الثالثة من المدلسين وقال: الحافظ البغدادي، أبو بكر، مشهور بالتدليس مع الصدق والأمانة، مات بعد الثلاثمائة. قال الإسماعيلي: لا أتهمه ولكنه يدلس. وقال ابن المظفر: لا ينكر منه إلا التدليس. وقال الدارقطني: يكتب عن بعض أصحابه، ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة (١).


(١) "تعريف أهل التقديس" (صـ ١٥٠ - ١٥١).

<<  <   >  >>