للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأئمة المتقدمين. بل إن ابن حجر -رَحِمَهُ اللَّهُ- خالف في ذلك المتأخرين أيضًا، فإن العلائي وسبط ابن العجمي أيضًا في "التبيين في أسماء المدلسين" قد ذكرا أن الأئمة قبلوا قوله (عن) (١).

[١٤٦ - محمد بن المصفى]

قال ابن حبان: الجنس السادس من أحاديث الثقات التى لا يجوز الاحتجاج بها: أقوام من المتأخرين قد ظهروا يسوقون الأخبار، فإذا كان بين الثقتين ضعيف واحتمل أن يكون الثقات رأى أحدهما الآخر اسقطوا الضعيف من بينهما حتى يتصل الخبر، فإذا سمع المستمع خبر أسام رواته ثقات اعتمد عليه وتوهم أنه صحيح، كبقية بن الوليد قد رأى عبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، وسمع منهم، ثم سمع من أقوام ضعفاء عنهم فيروي الرواة عنه أخباره، ويسقطون الضعفاء من بينهم، حتى يتصل الخبر في جماعة مثل هؤلاء يكثر عددهم.

سمعت ابن جوصا يقول: سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول: كان صفوان بن صالح ومحمد المصفى يسويان الحديث (٢).

وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين وقال: قال أبو حاتم بن حبان: سمعت أبا الحسن بن جوصا يقول: سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول: كان صفوان بن صالح ومحمد بن مصفى يسويان الحديث كبقية بن الوليد، ذكره في آخر مقدمة الضعفاء (٣).

قلت: وليس في كلام ابن حبان السابق: "كبقية بن الوليد"، ولعلها مدرجة من كلام الحافظ.


(١) "منهج المتقدمين في التدليس" (صـ ٨٤ - ٨٦).
(٢) "مقدمة المجروحين" (صـ ٩٤).
(٣) "تعريف أهل التقديس" (صـ ١٥٢ - ١٥٣).

<<  <   >  >>