للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلمة، من أهل المدينة، يروى عن الزهري ونافع، وقد روى عن مجاهد ولم يره، روى عنه ابن وهب، كان ممن يروى عمن لم يره، ويحدث بما لم يسمع. ا هـ

قلت: لم أر أحدًا من المتقدمين وصف ابن سمعان بالتدليس، بل منهم من تركه، ومنهم من كذبه. وقد حدث عن الزهري ومجاهد ولم يسمع منهم. ففي "تهذيب التهذيب": "قال ابن أخي الزهري: والله ما رأيت ابن سمعان عند عمي قط. وقال ابن المديني وعمرو بن علي: ضعيف الحديث جدًا، سمعه ابن إسحاق يقول: سمعت مجاهدًا، فقال: والله أنا أكبر منه، ما رأيت مجاهدًا ولا سمعت منه".

فوصف ابن سمعان بالتدليس فيه نظر عندي، إنما يصح وصفه بالكذب أو الغفلة الشديدة. والكذاب يحدث عمن سمع أحاديث لم يسمعها منهم ويكذب عليهم، أو يحدث عنهم على التوهم. وكلام ابن حبان لا يدل صراحة على وصفه بالتدليس والله أعلم.

[٨٢ - عبد الله بن زيد أبو قلابة الجرمي]

قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول وقلت له: أبو قلابة عن معاذة أحب إليك أو قتادة عن معاذة، فقال: جميعًا ثقتان، وأبو قلابة لا يعرف له تدليس (١).

قال العلائي: أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ذكر الذهبي في "الميزان" أنه كان يدلس عمن لحقهم ومن لم يلحقهم، وكان له صحف يحدث منها ويدلس (٢).

وذكره ابن حجر في المرتبة الأولى من المدلسين وقال: التابعي المشهور، مشهور بكنيته، وصفه بذلك الذهبي والعلائي (٣).

وقال ابن حجر في "تقريب التهذيب": عبد الله بن زيد بن عمرو أبو عامر


(١) "الجرح والتعديل" (٥/ ٥٨).
(٢) "جامع التحصيل" (صـ ١١٢).
(٣) " تعريف أهل التقديس" (صـ ٨٥).

<<  <   >  >>