للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: قد ثبت أن عبد الرزاق دلس هذا الحديث، وعبد الرزاق رحمه اللهُ كان يغلو في التشيع.

قال ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (١/ ٣٣٣): سمعت يحيى بن معين وقيل له: إن أحمد بن حنبل قال: إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه تشيع (١)؟ قال: كان والله الذى لا إله إلا هو عبد الرزاق أغلى في ذلك منه مائة ضعف، ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف وأضعاف ما سمعت من عبيد الله.

وقال ابن عدي في "الكامل" (٥/ ٣١٥): ولعبد الرزاق بن همام أصناف وحديث كثير، وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم، وكتبوا عنه، ولم يروا بحديثه بأسًا، إلا أنهم نسبوه إلى التشيع، وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليها أحد من الثقات، فهذا أعظم ما رموه به من روايته لهذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم مما لم أذكره في كتابي هذا، وأما في باب الصدق فأرجو أنه لا باس به، إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير. اهـ

فحمله غلوه في التشيع على رواية هذا الحديث، وإسقاط شيخاه الضعيفان من الإسناد، والصحيح أن يُوصف عبد الرزاق بالتدليس في هذا الحديث فقط، أو ما ثبت أنه دلسه، أما باقي حديثه فلا ينبغي التوقف فيه لأجل التدليس والله أعلم.

[٩٦ - عبد السلام بن حرب بن سلم الملائي]

قال ابن محرز: سمعت ابن نمير يقول: قال أبو نعيم: أحاديث عبد السلام -يعني الملائي- عن سالم إنما هي أحاديث شريك كلها.

قال ابن نمير: كان عبد السلام يدلس (٢).


(١) في "تهذيب الكمال" (١٨/ ٥٩): للتشيع.
(٢) "سؤالات ابن محرز" لابن معين وغيره (٢/ ٢٢٣).

<<  <   >  >>