وقال الدوري في "تاريخه"(٣/ ١٨): حدثنا يحيى قال: قال بشر بن السري: قال عبد الرزاق: قدمت مكة مرة، فأتاني أصحاب الحديث، ثم انقطعوا على يومين أو ثلاثة، فقلت: يا رب، ما شأني: كذاب أنا؟ أبي شيء أنا؟ قال: فجاءونى بعد ذلك. اهـ
قلت: والقصة التى ذكرها الخطيب البغدادي لا تثبت عن عبد الرزاق، وليس فيها قوله:"أبقية بن الوليد أنا" وما أظن أنه يصح وصف عبد الرزاق بالتدليس، وقد أشبع الأئمة المتقدمون عبد الرزاق كلامًا، وما وصفه واحد منهم بالتدليس.
وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير"(٣/ ١١٠ - ١١١): حدثنا محمد ابن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: ذكر الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن حذيفة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن ولوا عليًا فهاديًا مهديًا"، فقيل لعبد الرزاق: سمعت هذا من الثوري؟ قال: لا، حدثني يحيى بن العلاء وغيره، ثم سألوه مرة ثانية، فقال: حدثنا النعمان بن أبي شيبة ويحيى بن العلاء عن سفيان الثوري. اهـ
قلت: محمد بن سهل بن عسكر ثقة كما في "التقريب". ومحمد بن عبد الله الحضرمي هو محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، المُلقب بمُطين. قال الذهبي في "السير"(١٤/ ٤١ - ٤٢): الشيخ الحافظ الصادق. ونقل توثيق الدارقطني له.
ذكر الذهبي في "الميزان"(٢/ ٦١٢ - ١٣): هذه الحكاية، ثم قال: النعمان فيه جهالة، ويحيى هالك، لكن رواه أحمد في مسنده، عن شاذان، عن عبد الحميد الفراء، عن إسرئيل، عن أبي إسحاق، ورواه زيد بن الحباب، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق، ورُوي من وجه آخر عن أبي إسحاق، فهو محفوظ، وزيد شيخه ما علمت فيه جرحًا، والخبر فمنكر. اهـ