للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فضعفوه، وحملوا عليه في الأخطاء والمناكير التى حدث بها، ولم يفرقوا بين حديثه الذى حدث به في أول أمره وحديثه الذى حدث به في آخر أمره، وهذا هو الراجح عندي. فعبد الله بن واقد ضعيف وليس بمدلس، فلا ينبغي التوقف في عنعنته، ولا يصح وصفه بالتدليس إلا إذا صح أنه دلس حديثًا بعينه، فيقال حينئذ: أنه دلس هذا الحديث والله أعلم.

[٨٩ - عبد الله بن وهب المصري]

ذكر الحافظ ابن حجر عبد الله بن وهب المصري في المرتبة الأولى من المدلسين وقال: الفقيه المشهور، وصفه بذلك محمد بن سعد في "الطبقات" (١). (٢).

وقال الحافظ في "تقريب التهذيب": عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم، أبو محمد المصري الفقيه، ثقة حافظ عابد.

قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد حفظه الله: لا أعلم أن أحدًا وصف عبد الله بن وهب المصري بالتدليس غير ابن سعد، وقد يظن من كلام ابن سعد أنه يصفه بتدليس الإسناد - بمعنى أنه يسقط من الإسناد من حدثه، وإنما يدلس تدليس الصيغ ويسيء الأخذ أحيانًا في الرِّواية عن شيوخه.

قال ابن معين: سمعت عبد الله بن وهب قال لسفيان بن عيينة: يا أبا محمد الذى عرض عليك أمس فلانًا أجزها لي، فقال: نعم.

وقال أيضًا: رأيت عبد الله بن وهب يعرض له على سَفيان بن عيينة وهو قاعد ينعس أو هو نائم. ا هـ من "تاريخ الدوري" (٢/ ٢٣٦).

وقال أحمد: عبد الله بن وهب صحيح الحديث يفصل السماع من العرض والحديث من الحديث، ما أصح حديثه وأثبته!


(١) "تعريف أهل التقديس" (ص ٨٦ - ٨٧).
(٢) قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٧/ ٣٥٩): عبد الله بن وهب مولى قريش وكان كثير العلم ثقة فيما قال: حدثنا، وكان يدلس. ا هـ

<<  <   >  >>